الله يهديك!

TT

في رسالة على «الايه ميل» كتب لي الأستاذ محمد الحربي يطلب لي الهداية من الله.. وانني اشكره على ما فعل، فمن الذي لا يرجو من الله الهداية!! ولكني اطلب من الله الهداية ليس للأسباب التي اوردها الحربي في رسالته، وعندي اسبابي.. اما الاسباب التي يوردها الحربي وهي انني اهاجم الملا عمر وتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، فاني ارجو من الحربي ان يطلب الهداية لكل الذين ادانوا ما فعله هؤلاء السفاحون بالدين وبالمسلمين.. واكثر الذين ادانوا هذه الطغمة الشريرة هم من علماء الدين والذين ادرى منه ومني بأصول الجهاد وشروطه. ثم اقول للحربي ان المسألة تتعدى ما يتصوره وهو جالس على فراشه او مقعده ليحاكم الآخرين من دون ان يتحمل أية مسؤولية.. ذلك ان ما اصابنا من أفعال هؤلاء «المجاهدين» من اذى سوف يستمر عشرات السنين.. واذا كان الأميركان قد خسروا برجي التجارة، فقد خسرنا نحن الف برج، منها ابراج عقولنا ونحن نرى كيف انقلب العالم كله على الاسلام والمسلمين بعد ان اعطاهم (المجاهدون) الذريعة وقدموا له المثل.. فاذا كان الملا عمر وبن لادن وبقية أفراد القاعدة يمثلون الاسلام والمسلمين حقا، فان من حق أميركا ان تفعل بنا ما تشاء.. ولكن لا عمر ولا بن لادن ولا أفراد القاعدة يمثلون الاسلام والمسلمين، وقد شرحت في مقالات سابقة الاضرار الرهيبة التي اصابت الاسلام والمسلمين من جراء ما فعل هؤلاء.

ثم انني اسألك يا أخ حربي، ما دمت من أهل الحرب كما يبدو من اسمك، لماذا لا تذهب لدار الحرب بدلا من دار السلام.. واذا لم يسعفك الوقت باللحاق بجبال أفغانستان فعندك سهول فلسطين.. وعلى الأرض المتغصبة يكون الجهاد حقا والاستشهاد حقا.. اما الجلوس على الانترنت والكفاح على الورق، فمسألة كوميدية.. وأنا الذي ادعو لك بالهداية.. والله سبحانه وتعالى يهدي الجميع وهو أرحم الراحمين.

همس الكلام:

«الحقيقة عبء.. والصدق عبء والعقل عبء.. وعندما تزداد هذه الاعباء يصاب الانسان بالجنون».