ساعات حاسمة

TT

التزمت السلطة الفلسطينية بما وافقت عليه في قمة شرم الشيخ ووجهت نداء امس بالتهدئة رغم معرفتها بان اصدارها بيانا مثل هذا سيضعها في موقف لا تحسد عليه امام قطاع عريض من الجماهير الفلسطينية رأى ان ما اتفق عليه في القمة الاخيرة لم يكن عادلا، ولا يستجيب للمطالب الفلسطينية.

لكن يجب الاعتراف بان القرار السياسي له حساباته المختلفة في بعض الاحيان عن حسابات الشارع، وقد اثبتت السلطة الفلسطينية بوضوح انها تلتزم بما تتفق عليه، واصبحت الكرة في الملعب الاسرائيلي لتنفيذ التزاماته امام المجتمع الدولي وسحب قواته من المدن الفلسطينية، والتوقف عن استخدام السلاح واراقة الدماء الفلسطينية، ورفع الحصار وفتح المنافذ الحدودية امام الاراضي الفلسطينية.

وقد مل الجانب الفلسطيني في الايام الاخيرة من القول ان التهدئة لن تحدث الا اذا انسحبت القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية ليتوقف الاحتكاك، لكن يبدو ان هناك نشوة قتل غريبة سادت اسرائيل التي ظلت تتحجج بمختلف الحجج لابقاء قواتها، لتشكو العنف، وتتناسى انها قوات احتلال موجودة في اماكن ليس مفترضا ان تكون فيها، بينما يصطاد جنودها فتيانا فلسطينيين خرجوا للشوارع للدفاع عن حقهم في الحرية والكرامة.

وستظهر الساعات المقبلة ما إذا كان لدى اسرائيل نية حقيقية في الاستجابة لدعوة التهدئة من خلال الخطوات التي تتخذ على الارض، في حين ان لا احد يتوقع ان تهدأ المظاهرات والاحتجاجات في الاراضي الفلسطينية بشكل سريع لان حجم الغضب كبير، والقتلى تجاوزوا المائة والجرحى بالالاف، فضلا عن انه من حق الشعب الفلسطيني ان يحتج على وجود محتل على اراضيه. لذلك لا يجب ان يكون استمرار الاحتجاجات مبررا للتلكؤ الاسرائيلي في سحب القوات ورفع الحصار، لان الغالبية العريضة من المتظاهرين والمحتجين هم، في النهاية، من المدنيين العزل الذين يواجههم الجيش الاسرائيلي بالرصاص.

عموما فانه حتى اتفاق شرم الشيخ ليس سوى حل مؤقت لن يقود في حال لو طبق كاملا الا الى تهدئة مؤقتة سرعان ما يعود الموقف بعدها الى التفجر مجددا، ما لم تحل الامور بشكل جذري.

والحل الجذري هو اعادة الحقوق الى اصحابها، والانسحاب من كل الاراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهذا ما يجب ان تدركه اسرائيل جيدا، لان محاولة الالتفاف على الحقوق وادامة الاحتلال لاطول فترة، ستقود في المرة المقبلة الى انفجار اضخم.