المباراة!

TT

رسالة من الصديقة عائشة خالد تستكمل فيها النقاش حول موضوع صراع الأجيال والذي سبق وتناولناه من خلال رسالة سابقة لها.

تقول عائشة: سعدت لاهتمامك بموضوع رسالتي ولك ان تتخيل مدى سعادتي وفخري بقراءة ردك المقنع واعتقد ان كلماتك تؤخذ على عدة اعتبارات اولها.. الغاء الحواجز بين جيلين متصارعين على لا شيء.. ثانيها: ان يكون كلامك هذا درساً من دروس الاجيال بعضها لبعض.. اما ثالثها: فهو ان ينوب في شخصك عن جيلك وتأخذ بيد جيلي متمثلاً في شخصي بآرائك المقنعة الرائعة.

استاذي القدير: لقد قمنا انا وزميلاتي بعمل بحث ميداني مع دكتورة علم النفس في كليتنا وكان موضوع البحث عن اتجاهات الشباب نحو كبار السن في مجتمعنا.. ومع ان البحث ما زال قيد الدراسة الا انه من المقاييس التي تم توزيعها الى فئات معينة من المجتمع اتضح مدى اخلاص فئة الشباب لكبار السن.. ومحاولة لرد الجميل لهذه الفئة من المجتمع والتي أدت دورها وجاء دورنا لنرد لها الجميل اضعافا مضاعفة.. لقد اتضح من هذا الاستبيان بالرغم من كل النقد الموجه لجيلنا مدى تعاطفه وتمسكه بالجيل السابق.

استاذي.. ربما تناولنا الموضوع بأكثر ما استحق او العكس، وسواء كان هذا او ذاك انني ارى ان المسألة هي مسألة مباراة وليست صراعاً.. مباراة متصلة بين الجيل والذي يليه وهكذا، فالحرب سجال.. والحياة اخذ وعطاء.. وان كان ردك لي يا استاذي: «اننا من خطط واكتشف.. ونحن من عمل وشقي حتى تصلوا لما وصلتهم اليه اليوم».

اؤكد كلامك هذا ولكن لم يكن لديكم ثقة بجيلنا.. في استخدام هذه الامكانيات والمورثات بما يتناسب مع عصرنا.. أنتم تريدون ممارسة السلطة علينا ونحن نريد منكم المزيد من الثقة والحرية.. نحن نريد مساحة اوسع للحوار.. وقد يكون جدال.. فاختلاف ولكن حتماً في النهاية سنتفق.. اننا نريد من يسمعنا.. من يحتوينا.. من يأخذ بيدنا.. بدلاً من ان يكون سبيلنا هو الهجرة لنبحث عن ذاتنا.. فتنازلوا قليلاً اكراماً لعودة الأسراب المهاجرة.. والا فصراع الأجيال لن ينتهي.. وشكراً لاهتمامك.

*** يا عزيزتي عائشة.. ارجو ان نضع حوار الاجيال في اطاره الصحيح.. والصحيح ان الكبار يهمهم ان يصعد الصغار ويجلسوا في اماكنهم فلا يبقى في مكانه الى الأبد.. انها مباراة في التتابع يسلم الجيل السابق الشعلة الى الجيل التالي.. ويسلمها الجيل التالي لمن يأتي بعده وهكذا نصل الى الاهداف التي نرجوها لوطننا العزيز.

ان نفي الآخر ليس السبيل الصحيح لما اسميه تكامل الأجيال وليس صراع الاجيال.. وانني لسعيد برسالتك وكل رسالة تهتم في هذا الحوار المهم.