من أحداث الأسبوع

TT

* أحداث الاسبوع هي ما جرى في فلسطين. وكان ما لفت نظري فيها بصورة خاصة تواتر تصريحات المسؤولين الاسرائيليين في انهم اضطروا الى فعل ما فعلوه بالفلسطينيين لأن العرب لا يفهمون غير القوة. اتذكر ان هذا ايضا كان ما قالوه اثناء الثورة الفلسطينية في 1936. حثوا الانكليز على استعمال الشدة ضد العرب لان العرب لا يفهمون غير القوة.

ومن حينها الى الآن، وعبر كل الحروب والمصادمات، ظلوا يرددون هذه النغمة. ان العرب لا يفهمون غير القوة.

واستمرت الحروب واستمرت المصادمات واستمرت الدماء بالجريان، ولم تنحل المشكلة، ولا انتهى النزاع. ما هو السر؟ هل ان الاسرائيليين عاجزون عن القوة ام ان العرب عاجزون عن الفهم؟

* الطريف ان العرب ايضا يقولون ان الاسرائيليين لا يفهمون غير القوة.

* الشيء الواضح ان للقوة فتنتها وسحرها الخاص. فلعدة سنوات دأب الاشقياء في بريطانيا والولايات المتحدة على اظهار قوتهم بالسير ومعهم كلاب الروتفايلر الشرسة التي كثيرا ما هجمت على اطفال صغار وقتلتهم. انه جزء من استعراض الشقي لقوته. للفرنسيين ايضا اشقياؤهم، ولكنهم كما نعلم شعب من الفنانين والظرفاء. انهم شعب فولتير وموليير. وهكذا فعندما سمعوا بأن اخوانهم الاشقياء في امريكا، اخذوا يستعرضون قوتهم بكلاب الروتفايلر، سارعوا الى مثل ذلك، ولكنهم بدلا من الكلاب جاؤوا بالقردة، ليمزجوا التراجيديا بالكوميديا. عندما ترى الآن رجلا في باريس يقود قردا معه، فلا تقع بالخطأ وتتصور انه فنان سيرك او حاو او عامل في حديقة الحيوان. احذر منه انه شقي باريس يريد ان يرهبك. والآن لك الخيار في ان تقع ضحية لعضة كلب في نيويورك او ضحية لعضة قرد في باريس.

* اما قدماء ملوك الصين، فقد عقدوا العزم على استعراض قوتهم حتى بعد موتهم ونقلها معهم الى العالم الآخر. هكذا فعل الامبراطور شهوانغ الذي امر بصنع جيش من 1400 جندي من الفخار الصيني الجيد بكامل عدتهم واسلحتهم ليدفنوا معه في قبره الحديد ليرهب بقية الموتى بعزته وشأوته. عثر المنقبون الصينيون الآن على هؤلاء العساكر الفخاريين، ولكن يا للاسف، لقد استولى عليهم العفن والتآكل، فتعاقدوا مع شركة ايطالية لتقوم بتنظيفهم واعادتهم الى سابق بأسهم وسلطانهم.

* كنت اتصور اننا نحن العرب اقل الناس قدرة على تحمل النكتة. ولكن مهلا. فهؤلاء القوم في منطقة ويلز من بريطانيا طردوا البروفسور لورنس غولدشتاين من رئاسة قسم الفلسفة بجامعة ويلز، بسبب نكتة قالها في احد الاجتماعات. آه لو اكتشف ماذا كانت تلك النكتة! النكتة التي افقدت استاذا عرش الفلسفة. لا بد ان تكون اما عن المرأة او عن اليهود.