قطع العلاقات.. أضعف الإيمان

TT

منذ ان بدأت حملة شارون الشرسة ضد الشعب الفلسطيني تصاعدت حدة التضامن الشعبي العربي مع شعب فلسطين، وبدأت مطالب الناس تزداد وخاصة في قضية الموقف الرسمي العربي الذي لم يرتق الى مستوى الحدث. وهناك مطالب مشروعة للناس وهي ترى هذا الاذلال المنظم للشعب الفلسطيني، وهذا الموقف الاميركي المنحاز لشارون.

هناك مطلب اساسي وهو ضرورة قطع، او على الاقل تجميد، العلاقات بين اسرائيل وبين الدول العربية التي توجد فيها السفارات الاسرائيلية او مكاتب تمثيل تجاري، وهو مطلب يمثل قيمة حقيقية وليست رمزية للمجتمع الاسرائيلي الذي يجب ان يعلم انه سيعود الى نقطة الصفر في الجبهة السلمية، وان إسرائيل ستعود إلى طبيعتها كدولة محاصرة ومرفوضة، وان للسلام شروطه ومتطلباته، وان شارون ليس بالشخص الذي يمكن ان يحقق مصلحة لاسرائيل.

نعرف ظروف كل دولة عربية، وخاصة مصر والاردن، ولكن اتخاذ الدولتين قراراً بقطع او تجميد العلاقات سيساعد الصمود الفلسطيني، ويخلق حالة ضغط دولية على حكومة شارون، واهم من ذلك سيخفف احتمالات التوتر الداخلي وشعور الناس بان استمرار اقامة العلاقات مع اسرائيل في وقت تمارس فيه كل هذه العنجهية، هو امر يتعلق بالكرامة الوطنية ويشكل حالة نفسية ضاغطة.

طريق شارون هو طريق الاستهتار والاعتقاد بان العنف هو الطريق الوحيد للتعامل مع الفلسطينيين، وشارون لا يفهم سوى لغة القتل، ولذلك فان تجميد العلاقات مع اسرائيل سيساعد على خلق حالة ضغط داخلية وخارجية وسيكون رسالة واضحة للجميع.

العرب يطرحون السلام، ولكنهم يعلنون استحالة خيار الحرب، وهو ما يضعف موقفهم، وقطع او تجميد العلاقات باسرائيل عبر قرار عربي جماعي يتحمل فيه كل الناس المسؤولية هو رسالة مؤثرة، وهو مطلب شعبي ضاغط، بل هو يشكل اضعف الايمان في ظل الوضع العربي المتردي، والاستهتار الاسرائيلي الذي لا حدود له.

لسنا احرص من اشقائنا على اوضاعهم، ولكن قطع او تجميد العلاقات مسألة مرتبطة بالاستقرار والامن الداخلي للدول العربية، وهو ما يعيننا في هذه المرحلة مثلما يعنينا انتصار الارادة الفلسطينية على سياسة شارون.