تعالوا نقاطع أمريكا!

TT

مع احترامي لكل ما يكتب ويذاع ويقال عن قوة العرب الاقتصادية وضرورة ان يكون لهم دور فاعل في السياسة العالمية.. مع احترامي، لا بد ان ندرك ان الاقوال شيء والواقع شيء آخر، واننا منذ اطلقنا شعار «امجاد يا عرب امجاد» حتى تاريخه ما زلنا نعيش وهم قوة غير موجودة، ودور اهميته محدودة.

وقد عدت الى بيان مؤتمر «الأسكوا» لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا، والذي انعقد في بيروت في مايو الماضي فأصابتني الدهشة.. فقد اعلنت الامينة العامة للجنة ان الناتج المحلي لدول «الأسكوا» وهي (13 دولة) منها 12 دولة في آسيا ودولة واحدة في افريقيا هي مصر.. الناتج المحلي لهذه الدول مجتمعة هو 392 مليار دولار سنويا، وهو ما يمثل واحدا في المائة من الناتج المحلي العالمي، وهو ما يساوي الناتج المحلي لدولة اوروبية صغيرة هي هولندا (16 مليون نسمة)، اي ان هولندا وحدها تساوي الـ13 دولة مجتمعة في الانتاج.. علماً بأن البترول وحده يمثل 90 في المائة من صادرات «الأسكوا»، وان هولندا ليس بها بترول ولا غاز!! وقالت الامينة العامة ان عدد السياح في العالم العربي لا يتجاوز 2.5 في المائة من اجمالي السائحين في العالم، بينما دولة واحدة مثل اسبانيا يزورها سبعون مليون سائح وزوار فرنسا خمسون مليونا وزوار انجلترا اربعون مليوناً.. وقالت الامينة العامة ان نسبة الامية في «الأسكوا» هي 42 في المائة من عدد السكان مع الزيادة في عدد الاناث.. وان البطالة هي 16 في المائة من القوى العاملة!! وان العالم العربي كله سيواجه في القريب العاجل ازمة في المياه قد تقضي على القطاع الزراعي بل تمتد الى مياه الشرب.

واكتب هذه السطور بعد سلسلة من المقالات والبرامج والهتافات تنادي بأن يقاطع العرب الدول الغربية التي لا تقف بجانب الحقوق العربية.. اي ان عليها ان تتحمل نتائج كارثة الثلاثاء الاسود في امريكا ثم تقاطع امريكا والدول الغربية التي تسير في ركابها.

وأسأل هؤلاء الكاتبين والبرامجيين والهتافين، هل ما يقولونه جد أم هو على سبيل التهريج. بصراحة، الحكاية لا تحتمل جداً ولا تهريجاً.. انتجوا ثم تحدثوا وقاطعوا اذا لزم.

همس الكلام:

«نشر في بعض الصحف العربية ان الذي تبرع لعلاج الدكتور عبد الوهاب المسيري هو الامير عبد العزيز بن فهد، والحقيقة ان الذي تبرع هو الامير سلطان بن عبد العزيز رجل الخير وصاحب الفضل في هذه المبادرة جزاه الله كل خير».