في امكانك ان تحصل على شهادة مضروبة.. أقصد مزورة اذا دفعت مبلغا يتساوى مع اهمية الشهادة.. ثانوية.. ليسانس.. دكتوراه.. رخصة قيادة.. وقد تقدم هذه الشهادة الى عمل ما.. او تفتح بها عيادة.. او تقود بها سيارة ولا يكتشف احد الحقيقة الا بالصدفة كما حدث مؤخرا وقرأنا ان شخصا ما ظل يعمل في مستشفى حكومي شهير في دولة عربية لمدة 16 عاما متصلة حتى اصبح نائبا لمدير المستشفى.. ثم وقعت خناقة على النفوذ بينه وبين طبيبة زميلة، فحفرت خلفه وظلت تحفر حتى اكتشفت ان نائب مدير المستشفى يحمل الثانوية العامة فقط لا غير.
هذه واقعة تمر بنا كل حين.. ولكن كما يفعل الاشخاص للحصول على شهادة مزورة.. هناك شركات تحصل على شهادات مزورة ايضا.. هذه الشهادة تصدر من محاسب معتمد ويقول فيها ان الشركة تعمل بنجاح وانه دقق ارقامها وراجع ميزانيتها.. وان الارباح المذكورة تحققت، وتطرح الشركة اسهمها في الاسواق ويقبل الناس على شرائها.. الى آخره.. ثم يتضح في النهاية ان شهادة المحاسب او مكتب المحاسبة مضروبة او مزورة وان الشركة مفلسة وان رئيس مجلس الادارة واعضاء المجلس حولوا اموال المساهمين الى حساباتهم الخاصة.. الى آخره.
مثل هذا حدث.. في واحدة من اكبر شركات الطاقة في العالم هي شركة «انرون».. وتفاصيل حكاياتها منشورة كل يوم.. وشركة المحاسبة التي دققت الميزانيات والحسابات هي اكبر شركة محاسبة في العالم، ولكن مديري شركة المحاسبة العالمية قبضوا وسكتوا وظلت الشركة «انرون» تنتقل من نجاح الى نجاح حتى افلست كما تقول الفكاهة المعروفة.
وليس الافراد ولا الشركات هم فقط من يسعون الى الحصول على الشهادات المضروبة ولكن بعض الحكومات تلجأ الى نفس الاسلوب..
ولهذا حديث آخر.
*** همس الكلام:
«يسوي الناس حساباتهم بقوة مع الذين أحسنوا اليهم».