الجنوب اللبناني.. مسؤولية أهله!!

TT

ستخطئ بعض المنظمات الفلسطينية كثيراً اذا فتحت جبهة عسكرية مع اسرائيل عبر الحدود اللبنانية، وعبر اطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل.

كل عربي يتمنى ان تفتح كل الجبهات العربية، وتتحرك كل الجيوش العربية باتجاه اسرائيل، لكن امنياتنا تصطدم بحقائق اصبحت مريرة ويصعب مجرد التفكير فيها، ولا يجوز ان تفتح جبهة صغيرة للفلسطينيين عبر الحدود اللبنانية لأن ذلك سيؤدي الى خلط الأوراق، وكسر بريق المقاومة داخل الاراضي المحتلة، وسيخطف الأضواء عما يفعله شارون في المخيمات والمدن الفلسطينية.

الذي يحدد الموقف في جنوب لبنان هو السلطة اللبنانية والمقاومة اللبنانية فهم يمتلكون تقدير الموقف اكثر من غيرهم، ولا يجوز ان يتحمل لبنان منفرداً مهمة كبرى عجزت عنها اكبر الجيوش العربية، ولا يجوز لمنظمات فلسطينية صغيرة ان تخلط الأوراق دون ادنى اعتبار لطبيعة المعركة المحتدمة داخل الاراضي المحتلة.

الشعب اللبناني ومقاومته قدموا نموذجاً للمقاومة، ونجحوا في اخراج جيش اسرائيل مهزوماً من الجنوب اللبناني، وهم ادرى بشعاب ارضهم، ولا يجوز تحت اية اوهام وحجج قومية زائفة وشعارات خادعة ان يعتقد احد انه بديل للقرار اللبناني، ووصي على القضية الفلسطينية.

نعرف حجم الألم والمعاناة التي يحس بها الفلسطينيون في لبنان بسبب الاوضاع في الاراضي المحتلة، وهم ليسوا وحدهم في ذلك، فالشعوب العربية من البحر الى البحر متعاطفة ومتألمة وغاضبة، ولا يجوز ان يتصرف احد بطريقة انفعالية تسيء الى القضية المركزية، او يعتقد انه بديل للبنانيين في قرارهم، فلقد دفع العرب، والفلسطينيون تحديداً، ثمناً باهظاً بسبب العقلية المراهقة التي تخلط بين الخاص والعام، والوطني والقومي، وتعتقد ان احداً قد اعطاها الحق لفعل ما تريد في اي زمان واي مكان دون تقدير خطورة الموقف.

انظار العالم كله تتجه الى تلك المقاومة الكبيرة على مشارف مدينة جنين، حيث دفع الاسرائيليون ثمناً باهظاً، وأنظار العالم تتجه الى تلك المذابح التي يرتكبها شارون، وليس من حق احد تحت اية مبررات ان يعطي لاسرائيل فرصة للتنفس، ولتغيير عنوان المعركة عبر اطلاق صاروخ عبر الحدود اللبنانية دون تنسيق مع لبنان ومقاومته.

هناك مشبوهون ارتكبوا حماقات كبرى، وهناك مخلصون لا يرون ابعد من انوفهم ارتكبوا نفس الحماقات داخل الاراضي المحتلة وخارجها، وهؤلاء يجب وقفهم ومنعهم من ايذاء القضية والإساءة لها.