شعب الله المختار.. والمحتار!

TT

الأمة الاسرائيلية تتشكل من شعب الله المختار، وعلى بقية العالم ان يعلم انه لا يجوز لأحد ان يتجرأ على انتقاد اسرائيل، فالعالم اليوم هو عالمان، شعب الله المختار الذي هو شعب اسرائيل وشعب الله المحتار الذي هو بقية شعوب الأرض.

صحيفة «الديلي تلغراف» أتهمت السفير غازي القصيبي بمعاداة السامية، لأنه تجرأ وكتب قصيدة اعتبرتها اسرائيل تحريضاً على الارهاب والقتل، والصحيفة نفسها تتهم الكاتب البريطاني توم بولين بنفس التهمة لأنه صرح بأنه يجب اطلاق النار على المستوطنين اليهود القادمين من اميركا ليحلوا محل الفلسطينيين، وهو تجرأ على القول ان اسرائيل مستعمرة اميركية ستتسبب في حرب نووية.

لنفترض ان ما قاله السفير الشاعر غازي القصيبي والكاتب البريطاني توم بولين يسيء الى اليهود، فكيف نفسر اعلان اسرائيل ان مبعوث الأمين العام كوفي انان الى الشرق الأوسط تيري لارسن شخص غير مرغوب فيه، وطلبت من جميع الرسميين الاسرائيليين عدم مقابلته في حين ان كل ما قاله هو شهادة انسانية قدمها بعد زيارة مخيم جنين وقال فيها «ان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في المخيم وان وضع المخيم كمن أصيب بزلزال». وأضاف «لم أقصد التجني على اسرائيل ولا أردد رواية سمعتها ضد اسرائيل، لقد شاهدت بنفسي كل شيء وشعرت بألم شديد الى درجة البكاء، فهناك دمار مرعب ومساس واضح كالشمس للمدنيين»! ممثل الأمين العام لا يتكلم عن دولة اسرائيل ولا عن اليهود، انه يصف مشاعره كانسان حين شعر برغبة في البكاء، وهو لم يتحدث ضد السامية، ومع ذلك اصبح شخصاً غير مرغوب فيه.

لا ندري ما ستفعل اسرائيل مع المخرج السينمائي المعروف جون داسان الذي أعلن يوم امس لصحيفة يونانية «اريد ان أقتل شارون، انه طموحي لقد قلت لابنتي انني الآن عجوز ولو قتلت شارون فما الذي سيحدث سأذهب الى السجن حيث اواصل القراءة حتى آخر العمر»! مشكلة جون داسان كبيرة فكيف سيتهم وهو اليهودي بمعاداة السامية، وكيف سيتهم وهو الأميركي بالانحياز للعرب والمسلمين، وخاصة انه رجل بلغ التسعين من عمره وليس لديه طموح سياسي او اجتماعي.

مشكلة اسرائيل انها مارست ارهاب العالم ومثقفيه ووسائل اعلامه لزمن طويل وان العالم سيصحو ذات يوم على الأكذوبة الكبرى لدولة اسرائيل، ولن يفيد اسرائيل ان تقسم العالم بعد ذلك الى شعب الله المختار.. وشعب الله المحتار.