إيران.. إذاً هي الرغبة في الزعامة

TT

هناك مثل شعبي في السعودية يعرفه أهل الزراعة يقول: «هذا وهو بلح، كيف إذا صلح»، أي إن هذا البلح في أول طلعه، فكيف إذا نضج! ينطبق هذا المثال على الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، الذي ارسل رسالة للرئيس الأميركي جورج بوش.

رسالة أحمدي نجاد لا تناقش وضع تخصيب اليورانيوم، أو العراق، أو العلاقات الإيرانية ـ الأميركية، بل ذهب الرئيس الإيراني أبعد من ذلك في التنظير حول كيفية إصلاح العالم، وقضاياه العالقة. إذاً نحن أمام حالة زعيمين يتعاملان نداً لند، او أمام قرينين.

فإذا كانت هذه أول بوادر إعلان طهران عن تخصيبها اليورانيوم، فماذا لو امتلك الإيرانيون الأسلحة النووية وتحولوا إلى قوة نووية؟ رسالة أحمدي نجاد دليل على ما يحذر منه العقلاء. إيران لا تخصب اليورانيوم من أجل أهدافها السلمية، كما تقول، بل هي تسعى للزعامة، والسيطرة على المنطقة.

إيران محتل في العراق، وتتدخل في أفغانستان، ولبنان، وسورية، وفلسطين، وتحتل ثلاث جزر اماراتية، وتتحرك في البحرين، وبعض من قيادات «القاعدة» في ضيافتها. إيران المحتل الثالث في المنطقة. فهل هذا دليل على قوة طهران، واستحقاقها في ان تجلس للتفاوض مع القوى العظمى كندٍ لها؟

اعتقد ان العكس هو الصحيح. فانتشار ايران، نقطة ضعفها، لأن هذا ببساطة يعني تعدد الخصوم، الذين ينقسمون إلى قسمين: قسم يتحين الفرصة لتسديد ضربة الى طهران، وقسم آخر يستدرج طهران التي تقود عربتها بسرعة قصوى، في منحدر خطر. الرئيس الإيراني السابق السيد محمد خاتمي يقول «حتى بعض الأصوليين المعروفين غير راضين عن الوضع الراهن». وكدليل على حديثه هناك من الأصوليين الآخرين في المنطقة، وما أكثر متطرفينا، من يرون أنها الفرصة التاريخية لكسر ظهر طهران.

القراءة الأخرى لخطاب أحمدي نجاد ستكون خاصة بدول المنطقة، لا الخليج وحسب، بل حتى مصر، فطهران كشفت عن رغبتها بالزعامة. فما تريده إيران هو السيطرة على المنطقة، والشرق الأوسط، وتصبح هي الشرطي، وهذا يعني تعطل مشروع السلام، وإفساد الحلم العراقي. وسنشهد موجة جديدة من التسلح، وسنرى حكومات تبتلع من قبل منظمات. فيكفي ان نرى من يقف إلى صف طهران اليوم، لنعرف ما يحمله الغد لنا.

فهل لدى الآخرين الرغبة في ان تؤمهم إيران في صلاة القداس السياسي الجديد؟ فإيران ليست ماليزيا، أو إندونيسيا. خطورة نجاح إيران في مشروعها النووي انه يعطي رسالة خاطئة لمتطرفين آخرين مترقبين ومتأهبين. رسالة إيران الأخيرة أكدت مخاوف من يرون في تحركات إيران طموحا بالزعامة، ولذا أقول نحن محظوظون ليس بتأنينا، وانما بتسرع أحمدي نجاد!

[email protected]