أخيرا علينا نحن معشر الرجال ان نعتذر للمرأة في كل مكان من العالم عما فعلناه بها في كل زمان، منذ ملايين السنين، وعثرنا عليها فاستعبدناها وحولناها الى ألعوبة بأيدينا.
علينا ان نعتذر لكل من سبيناها في حروبنا واغتصبناها واستعبدناها، ان نعتذر لكل صبية غررنا بها وهتكنا عرضها واستمتعنا بجسمها ثم قتلناها غسلا للعار.
نعتذر لهن جميعا عن انكار حقوقهن ومساواتهن وتحويلهن الى مواطنات من الدرجة الثانية.. وعن كل هذا الجهل والأمية التي أبقيناها فيها والكدح الذي فرضناه عليها والحرمان والكبت العاطفي الذي قنناه لها. علينا ان نعتذر عن حرمانها من الحقوق التي تتمتع بها أنثى الطيور والحيوانات والحشرات من مساواة وتعاون ومشاركة بين ذكورها وإناثها.
نعتذر عن عجزنا عن التعلم من القطط والكلاب والفئران والاقتداء بالضفادع والسلاحف والأرانب في احترام الأنثى ومراعاة مزاجها وعادتها ومواسمها وحريتها واختيارها لبعلها ومن تهوى أو لا تهوى.
علينا ان نعتذر للمرأة عن اعتقالها وسجنها لعشرة ملايين سنة مع الأشغال الشاقة في ذلك المعتقل الذي يسمونه بيتا. علينا ان نعتذر.
نعتذر عن ضربها واهانتها وجرح مشاعرها باسم الدين واسم الشرف واسم حمايتها من السوء والرذيلة. علينا ان نعتذر.
نعتذر نحن الرجال، كل الرجال، عما اوقعناها به من جوع وسغب وعري وعار بحروبنا المستمرة في نزاعات لا ناقة لها فيها ولا جمل. نعتذر عن تقتيل اولادها ومعيلها وكل من فرضناه وليا عليها ثم سفكنا دمه ومثلنا بجسمه وسحلنا جثته.
علينا واجب الاعتذار عن سوقها لأسواق النخاسة والدعارة والمتاجرة بجسمها وشكلها وجمالها وتحويلها الى مادة اعلامية واعلانية وفنية تباع وتشترى، وتؤجر وتستأجر.
علينا في الاخير ان نعتذر لكل امرأة عن تجريدها من آدميتها ومن نزعاتها الطبيعية ككائن حي.