نادية كومانتشي: مثلا أعلى!

TT

كان يعلمني السباحة السباح المصري المعروف عبد الباقي حسنين. تعب. ولم أتعلم. انه خوف قديم جديد عندما غرقت في النيل وأنا طفل. فقد رأيت الأطفال أقاربي يلقون بأنفسهم في الماء. وفعلت. ولم أعرف أنهم قد تعلموا السباحة. فالقفز إلى الماء ممارسة سهلة لمن عرف العوم.. وأخرجوني وقد امتلأت بطني بالماء. ومن يومها لا بحر ولا سباحة.

وحكيت في التليفزيون تجربتي مع عبد الباقي حسنين والسباح العالمي عبد اللطيف أبو هيف. وقلت إنهما فشلا تماما في تعليمي كيف أطفو على سطح الماء!

وفي اليوم التالي فوجئت بعبد الباقي حسنين يحاول الدخول الى مكتبي. وسكرتيري يمنعه. لماذا؟ لأنه قد اتى بطشت من البلاستيك وقرر أن يعلمني السباحة في الطشت وفي مكتبي ما دام قد عجز عن تعليمي في حمام السباحة!

ولا بد أن يكون وزير الشباب يداعبني عندما أرسل لي كتابا عن فتاة هي معجزة الالعاب الرومانية نادية كومانتشي (44 سنة). ونادية هذه قد حصلت على ميداليات ذهبية.. ولكنها بهرت الدنيا سنة 1976 وكان عمرها 14 سنة. فقد اعطاها الحكام السبعة عشرة على عشرة في كل حركاتها.. فما علاقتي أنا بنادية؟

مضيت في قراءة الكتاب. ووجدت انها وهي طفلة كان منتهى أملها ان تأكل آيس كريم ولو مرة واحدة وبعدها تموت. وكان المدرب يمنعها تماما. وفي يوم صعدت نادية الى الاجهزة الرياضية لتمارس حركاتها المحكمة. فأعجب بها المدرب. وقرر ان يحقق لها أمنية سنوات طويلة أن تأكل قطعة آيس كريم.. واكلتها واستمتعت وخرجت ورقصت.. وفجأة طلب منها ان ترتدي ملابسها وتستعد لمشوار طوله خمسة كيلومترات بالخطوة السريعة.. لماذا؟ لكي تحرق السكر الموجود في الآيس كريم، الذي لا يحتاجه جسمها؟!

ومضيت في القراءة ولا أعرف ان كانت الرسالة التي أراد وزير الشباب ان تبلغني: أنني ما ازال شابا، غير صحيح.. أو أنني وإن لم اكن شابا استطيع ان أمسك يدي ولساني عن تناول ما لا ضرورة له. ممكن!

ثم عدت الى الكتاب وقرأت الاهداء. لم يكن لي. وانما جاءني الكتاب خطأ. فالإهداء الى وزيرة الشؤون الاجتماعية. وتفسير هذه الهدية من شأنها هي.. ومع ذلك فأشكره. فالكتاب امتعني لأنه سهل العبارة جميل في تنقله بين الموضوعات والمأكولات.. فكما ان نادية كانت كاملة الأوصاف. فالكتاب يكاد يكون كذلك. شكرا للجميع!