قليل من الحب.. قليل من الإخلاص!

TT

المثل الشعبي يقول: «الحلو ما يكملش!» أي لا بد أن نجد عيبا في أحد، أيا كان هذا الأحد. فالكمالُ لله. فنجد بطل كمال الأجسام قوي الذراعين والساقين، ضعيف العقل والقلب. ونجد بطل السباحة يشكو من المعدة أو الأمعاء.. ونجد جميل الوجه قبيح الفكر.. فالوردة ليس لها عقل، والذي له عقل ليس في جمال الوردة وشذاها.

وفي هذا الأسبوع، نشرت الصحف العالمية رسائل اينشتاين إلى أسرته.. وهو عبقري الفيزياء صاحب نظرية النسبية العامة والنسبية الخاصة.. كيف يأكل وكيف يقضم أظافر يديه بأسنانه.. وكيف يقص أظافر قدميه بأظافر يديه؟! وكيف أن له رائحة كريهة لأنه لا يستحم إلا مرة كل ستة اشهر؟! وله في ذلك حكمة تقول: انه يحب أن يحتفظ بدرجة حرارة جسمه ورائحته لأنها الجو الشخصي الذي يعيش فيه. وتحكي إحدى الصديقات أنها بسبب حبها الشديد له، طلبت من أحد الأطباء أن يشل أعصاب انفها حتى لا تشم رائحته. وهو ذئب مدرب تدريبا عاليا.. وكانت له طريقة غريبة في التعامل مع المرأة يقول لها أنا لا أستطيع أن احتفظ بك طويلا.

فتقول: وأنا راضية بساعة.. بساعتين معك.. هذا شرف عظيم!

وهناك نظرية تقول: إن معظم العباقرة مسرفون متطرفون. كأن يحبوا كثيرا أو ينفروا كثيرا. أن يقربوا أنفسهم من الناس.. أو يبتعدوا بأنفسهم عن الناس.. لا اعتدالَ في كل العلاقات.

وكثيرٌ من عباقرة الكيمياء والفيزياء والطب والفلك لا يعرفون القيم الأخلاقية أو القيم الدينية، فقد انشغلوا تماما بشيء آخر، وكثير منهم لا يؤمنون وعندهم سبب أنهم لا يعرفون كثيرا عن المادة فكيف يعرفون ما وراء المادة. فالعقل الإنساني لا يقوى إلا على المادة ويعجز تماما عما وراءها، فهم كفرة أو ملحدون أو شديدو الإيمان ويرون أن العلم يدعو إلى الإيمان، وأن عجائب الكون والإنسان والحيوان والنبات تؤكد أن هناك عقلا وحكمة وراء كل شيء، أي أن الله وراء وفي كل شيء، في السماء والأرض!

واينشتاين هذا كان له ابن مختل عقليا أدخله المستشفى في سويسرا ولم يجد سببا عقليا أو عاطفيا لأن يزوره حتى مات!!

وكان يشكو من مطاردة النساء له، فمارلين مونرو تمنت أن يكون لها طفل منه ـ هذا ما كتبه في رسالته إلى زوجته الثانية! ومن قبله، قالت سيدة للساخر الإنجليزي برنارد شو: لو كان لي طفل منك له جمال أمه وذكاء أبيه. فضحك شو قائلا: ماذا لو كان له جمال أبيه وذكاء أمه.. هاها؟!

وآخر وصايا العبقري الذئب: اجعلْ كل شيء نسبيا.. أن تحب قليلا تخلص قليلا وتندم قليلا لتفكر في شيء آخر كثيرا!