ما أعظمك وما أقساك يا أستاذ

TT

وأستاذنا عباس العقاد ذو الملامح الجادة الصارمة.. فهو يضغط قليلا على شفتيه وينظر إليك في عينيك ليس قاسياً ولا مخيفاً.. وإنما هو رجل جاد كأنه ينظر إلى لغز الألغاز أو عقدة العقد مع انك لا شيء من ذلك ولكن هي عادته أن يفعل ذلك.. ويسيء فهمه تماماً من يظن انه هكذا العقاد.. هو هكذا عندما يفكر أو يكتب ولكن في ندواته الأسبوعية هو ظريف لطيف ويسألك ما هي أخر نكتة يا مولانا..

فنقول له.. ويرد عليك بسرعة: لا.. عندي أحسن منها!

ويقول ويتعالى صوته بالضحك كأنه بلا هموم وله نكت جارحة تدل على انه قاس على خصومه في الأدب والسياسة، يقول: إن طه حسين ليس عميد الأدب وإنما هو عميد الأدب!

صعبة جدا يا أستاذ!

ويقول عن توفيق الحكيم: انه قد سرق مني البيريه هو وحسين فوزي!

فالحكيم يضع البيريه على رأسه وهو يفعل ذلك منذ كان في فرنسا.. ود. حسين فوزي أيضا.. والعقاد هو أول من وضع البيريه على رأسه وليس الحكيم وحسين فوزي. ويقول العقاد: إذا كان توفيق يا مولانا يسرق البيريه من فوق دماغي فما الذي يفعل في أشياء أخرى في جيوب الناس وليست على رؤوسهم هاها..

صعبة جدا يا أستاذ!

وفي مناقشة عن أحد أساتذتنا في الفلسفة قال واحد منا: انه درس في السوربون يا أستاذ! فتتضايق العقاد وقال: إذا كانت الفلسفة تحل بركاتها لمجرد أن أحدا لامس جدران السوربون فإن حذائي هذا لمجرد ملامسته لقدمي، يجب أن يكون أعلم علماء الفلسفة في هذا الزمان!

قاسية جدا يا استاذ!