الدولة الفاشلة

TT

يطلق مصطلح «الدولة الناجحة» على دولة ما، إذا كانت تقوم بممارسة حقها الشرعي في استخدام قوتها المادية، تزامناً مع بسط نفوذها المعنوي داخل حدودها الإقليمية والدولية، وإذا تعذر ذلك ـ بسبب هيمنة الميليشيات أو الأحزاب المسلحة أو جنرالات المخدرات ـ فإنه حينئذ يسقط هذا المصطلح وتصبح الدولة على طرفي نقيض من ذلك، بل يتعدى هذا الأمر إلى الشك ـ حتى ـ في وجود الدولة الفعلي القادرة على ضبط الأمور داخل أراضيها وبسط سيادتها داخل أراضيها، وعلى ضوء ذلك تصبح «دولة فاشلة» FAILED STATE.

ويعرِّف مركز أبحاث الأزمات في كلية لندن للدراسات الاقتصادية الدولة الفاشلة بأنها: «حالة انهيار الدولة، أو الدولة العاجزة عن أداء وظائف التنمية الأساسية وحماية أمنها وفرض سيطرتها على أراضيها وحدودها»،

كما تعد مجلة FOREIGN POLICY الأمريكية مؤشراً سنوياً، باسم دليل الدول الفاشلة على أساس 12 عاملاً، ومن هذه العوامل وجود دولة داخل دولة، وبروز نخب تسمح بتدخل دول أخرى بالتأثير المباشر على سياسات هذه الدولة وقراراتها.. إلى آخره.

كما تطرق العديد من المفكرين والساسة الغربيين في أدبياتهم وخطاباتهم وتحليلاتهم السياسية، إلى مصطلح «الدولة الفاشلة»، ومدى خطورتها على الأمن العالمي، وجهود مكافحة الإرهاب.

ومن المؤسف جداً أن يكون عدد من الدول العربية والإسلامية، مدرجا ضمن هذا التعريف الجديد وفقاً للمؤشر الذي تعده مجلةFOREIGN POLICY  الأمريكية.

وما تصويت مجلس الأمن ـ وبالإجماع ـ على القرار رقم (1701) الخاص بالنزاع القائم بين حزب الله وإسرائيل ـ رغم عدم تلبيته لكامل المطالب اللبنانية، وتحيزه للجانب الإسرائيلي ـ بالرغم من الفضائع والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل في حق المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، إضافة إلى تدمير البنية الأساسية ـ والتنويه في مقدمة القرار، بأن هذا النزاع القائم بين حزب الله وإسرائيل يمثل تهديداً للسلام العالمي، إلا إشارة واضحة وصريحة إلى تبلور إرادة دولية قادمة للتعامل مع حالات شبيهة للحالة اللبنانية، تتمثل بإرسال قوات دولية تتولى مهام المحافظة على استقرار وأمن حكومات تلك الدول، وتمكينها من بسط نفوذها على كامل أراضيها، وقد تكون أولوية قوام القوات الدولية المحافظة على السلام في تلك الدول المغلوبة على أمرها للدولة الاستعمارية السابقة لهذه الدولة الفاشلة، وبالتالي يجد الخارجون عن سلطة الدولة الشرعية في دول العالم الثالث أنفسهم (في غفلة نابعة عن قصر نظر وقراءة خاطئة للمتغيرات الدولية، وتضخيم للذات بشعارات ثورية خدمها إعلام مضلل، قدم مصالحه الذاتية ومصالح الغير على مصالح تلك الدول) دعاة إلى انتداب جديد! 

* كاتب سعودي          

[email protected]