ما أحلى صراع الطبقات

TT

«ليس الفقير من يملك القليل، بل من يشتهي الكثير»

ـ لو كان هذا صحيحاً فلا شك إنني أفقر إنسان على وجه هذه الأرض، لأن شهواتي ليس لها حد ولا عد ولا «أد» .

* *

«إذا كان المعترف بخطئه عظيماً، فأعظم منه الذي يبقى صامتاً وهو على حق»

ـ وأعظم منهما من لا يعترف، ولا يصمت، ولا يتوقف عن الضجيج إطلاقاً.

* *

في بداية حياتي الكتابية، كنت معجبا بأحد الأدباء، وبذلت المستحيل حتى زرته في منزله، واستقبلني في مكتبته الممتلئة رفوفه بالكتب، وسألته سؤالاً ساذجاً ينم عن «عقلياتي» في ذلك الوقت، وقلت له: ما هو أكثر كتاب استفدت منه يا أستاذي؟! فأجابني بكل صدق وجدّية: انه دفتر شيكاتي يا بني.. ومن يومها الى الآن وأنا احترم كل دفتر شيكات تأتيني منه حتى لو «ورقة».

* *

لي صديق بلغ من العمر مبلغاً لا بأس به ولم يتزوج، كان ولا يزال يسارياً، انهار الاتحاد السوفياتي، وسقط حكم عبد الفتاح إسماعيل في عدن وما جاورها، ومع ذلك ما زال صامداً يبشر بالشيوعية التي سوف تأتي يوماً طال الزمان أم قصر، وكلما قلت له: يا فلان استيقظ من نومك وأحلامك، يجيبني وهو يرفع قبضته قائلاً: المجد للطبقة العاملة. وفوجئت قبل شهرين ببطاقة دعوة تصلني عبر البريد تدعوني لزواجه، وعندما قرأت اسم والد العروس وإذا به من اكبر تجار البلد، فاتصلت به هاتفياً أسأله مستغرباً، كيف تقبل أن تتزوج فتاة «أرستقراطية» وأنت «بروليتاري» ؟!، فأجابني بكل برود: إنني أقدمت على ذلك لكي أؤكد «صراع الطبقات» ، فقلت له: إذا كان صراع الطبقات هو هكذا، فأنا أول المصارعين ليس كل سنة ولكن كل شهر، فما أحلاها من مصارعة ـ خصوصاً إذا كانت حرة ـ .

* *

«الجمال بلافضيلة يشبه منزلاً من غير باب، وسفينة من غير ريح، وربيعاً لا ماء فيه».

ـ أما الفضيلة من غير جمال، فتشبه أكلة لا ملح فيها ولا بهارات، وباردة و«بايتة» لها ثلاثة أيام في قدر «مْصَدّي» .

[email protected]