الشعراء يتغنون بالأكلات الرمضانية

TT

رمضان الكريم شهر الصيام. المفروض أن يقل الأكل فيه لنتحسس جوع المعدمين ولكن آخر الإحصائيات تكشف أن ما يستورد ويستهلك في هذا الشهر من المواد الغذائية يفوق ما يستورد ويستهلك في الأشهر الأخرى. أقول مثل ذلك بالنسبة لعقاقير المعدة والتخمة. فلا يفرغ القوم من الإغراق في الأكل عند الفطور حتى يبدأ الإفراط في السحور. عبر عن هذه الظاهرة كثير من الشعراء والأدباء في طرافاتهم ومداعباتهم الرمضانية ومطارحاتهم الإخوانية التي خلد الكثير منها في سجلات الأدب العربي.

في جلسة من هذه الجلسات الرمضانية، دعا أحد وجهاء لبنان من عائلة اللبابيدي شاعرين من إخوانه هما الشيخ إبراهيم الحوراني والشيخ عبد الحسن الكستي للأفطار معه. وخطر له أن يكمل ألوان الوليمة بشيء عذب من القصيد. سألهما أن يشتركا في نظم قصيدة عن أطايب الطعام على أن يقول أحدهما صدر البيت ويترك العجز للثاني ليكمله. ابتدأ المناظرة الشيخ إبراهيم الحوراني فقال:

حملت كشكول وجدي في هوى الغيد ...

فأكمل عبد الحسن الكستي قائلا:

أبغي به «شورباء» الوصل بالعيد

فقال الحوراني:

ملاعق العذل للأسماء قد قرعت

فأكمل الكستي البيت:

قرع المعاول في صم الجلاميد

عاد الحوراني ليقول:

وفلفلوا «رز» حبي في طناجركم...

فقال الكستي:

وأحسنوا سبكه في صحن مقصودي

فقال الحوراني:

«بفارغ» الصبر قد منطقتمُ أملي...

فأكمل الكستي:

و«برمة» المطل طوقتم بها جيدي

فقال الحوراني:

منو علي «بمعمول» اللقا كرما...

فقال الكستي:

أنا «المربى» على كيس الأجاويد

فقال الحوراني:

«ملفوف» عتبي على أعتابكم نشرت...

فقال الكستي:

أوراقه بين مقصور وممدود

فعاد الحوراني ليقول:

وفي «ملوخية» التعنيف قد زلقت...

فقال الكستي:

أقدام وجدي الى بيت اللبابيدي

وبها ختم الشاعر المناظرة الإخوانية بتحية صاحب الدعوة كما ينبغي لكل شاعر أن يفعل وقد مد الطعام أمامه وأسكتت نكهته قريحة الشاعرين.