القنبلة الإيرانية

TT

الى كل من يعتقد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تحصل على القنبلة أقول له: استيقظ، إيران ستحصل على القنبلة النووية، وستكون العضو الأحدث في نادي الدول النووية. كل الحديث عن تهديد ايران و«التعامل الحاسم» معها هو مجرد وقت يمضي، وأجندة تبسط نفوذها. ليس غريبا أن المحافظين الجدد، كانوا يرددون أن عدوهم الأول هو الإسلام الراديكالي، وأن هذا النوع من الإسلام يحسب على الطائفة السنية، وهي الطائفة التي تمثل الغالبية العظمى من مسلمي العالم. وبالتالي بدأت مجموعة المحافظين الجدد في تكثيف فكرة تقوية فصيل يمثل الأقلية في العالم الإسلامي، وذلك لزيادة الهوة بين الطائفتين لتسهيل مشروع «الشرق الأوسط الكبير». وهذا التوجه يتماشى مع المشروع الإيراني نفسه. إيران دولة ونظاماً، ارتكبت العديد من الأخطاء «الكبيرة» التي ساعدت، بل أكدت على علامات الشك والريبة والقلق التي يحملها تجاهها العديد من الدول العربية. فإيران لا تزال تفتخر بتسمية أهم شوارع عاصمتها طهران باسم الإرهابي خالد الإسلامبولي، منفذ عملية اغتيال الرئيس أنور السادات، رئيس أكبر دولة عربية. ولا يمكن إغفال أن إيران قامت بالاعتداء واحتلال ثلاثة جزر إماراتية، وترفض كافة أطروحات الحل والسلام لإنهاء الاحتلال. أصابع الاستخبارات الإيرانية وبصماتها، كانت واضحة في أحداث تفجيرات مجمعات مدينة الخبر بالسعودية، ذلك العمل الإرهابي المعروف، مع عدم إغفال ونسيان التدخل المستمر المباشر وغير مباشر في الشأن اللبناني، وأخيرا في الشأن الفلسطيني، وطبعا هناك المشهد العراقي البائس والحزين، وهو المليء بشواهد الدعم والتأثير والتدخل الإيراني، عسكريا وأمنيا واستخباراتيا. كل ذلك جعل الفجوة تزيد وتتسع بين إيران وجيرانها العرب، وهو الأمر الذي أدى لأن يتوجس العرب خيفة من المشروع النووي الإيراني، والمناورات العسكرية العنيفة التي تجريها الجمهورية الإسلامية في الخليج العربي ببره وبحره، بشكل دوري. مشروع «المحافظين الجدد» يأتي متطابقا مع مشروع «المحافظين القدامى» في هيكل السلطة الإيراني. وهو المشروع الذي يبرر التدخل في شؤون «الآخرين» حماية للحقوق والأقليات، بينما تهمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا التحدي والمطلب مع رعاياها أنفسهم في الداخل بمختلف توجهاتهم وخلفياتهم، في تناقض كبير بين السياسة «المثالية» الخارجية والواقع الداخلي المؤلم. إيران ستحصل على قنبلتها النووية وستحقق مبتغاها، ويبقى السؤال قائم عن هدف هذا السلاح وغاياته، والإجابة عنه فيها العديد من المبررات، لأن يشعر الكثيرون في العالم العربي بقشعريرة قلق وخوف، وأن تعلو ابتسامة رضا على شفاه عصابة «المحافظين الجدد».

[email protected]