شارون جاء يبيع البطيخ لمصر!

TT

عندما كان ايريل شارون وزير زراعة اسرائيل اتصل بي يقول انه سوف يجيء للقاء الرئيس السادات.. وانه سوف يجيء بالسيارة وليس بالطيارة ليرى ارض المعركة التي خاضها ضد مصر في 1967 و1973. ايه يعني؟ لا يهم حتى لو جاء زاحفا على بطنه. فقلت للرئيس السادات. فقال: أنا أتمنى أن يجيء شارون بعد عشر سنوات اخرى ليرى ماذا نصنع في سيناء.. سوف يرى العجب ـ حتى يتوجع قلبه وقلب اللي خلفوه!

وفي ذلك الوقت كان د. داود وزير الزراعة المصري يقيم في حديقة الحيوانات بالجيزة. في استراحة الملك فاروق. واتفقنا على ان يكون العشاء في الحديقة. واطلق الوزير الغزلان والفيلة والزرافات حولنا. فكان جوا افريقيا استوائيا مثيرا.. وجلسنا: الوزيران وزوجة شارون والسفير الاسرائيلي ساسون وزوجته. وانا. وجاء الطعام. لا اذكر منه شيئا. وكان لا بد ان اعرف من شارون ما الهدف من هذه الزيارة لكي اخبر الرئيس السادات قبل ان يلقاه في استراحة القناطر الخيرية. وعرفت وتأكدت ان شارون جاء يبيع لنا نوعا من البطيخ بلا بذور: اصفر واحمر وبرتقالي.. كبير وصغير ومستدير ومستطيل..

ولم اتصور ان شارون سوف يحضر البطيخ ويعرضه على الرئيس.. ويفتح بطن البطيخة ويقدمها لنا لنتذوقها ونتأكد من حلاوتها.. وانقلب الوزير والقائد العسكري الى بائع بطيخ محترف. أما فتحه للبطيخ وتقطيعه له، فمثل اي بائع في سوق الخضار في القاهرة..

وكان شارون رجلا خشنا. وقد تشاجرنا كثيرا لأسباب ولأسباب تافهة. وفي شرحه لمزايا البطيخ الاسرائيلي قال للرئيس السادات: انا سألت المخابرات عندنا كيف يأكل المصريون البطيخ قالوا انهم يبيعونه شرائح في الشارع. وكل واحد يقف يشتري شريحة ويأكلها في نفس المكان رغم تعرضها للتراب والذباب.. ولذلك ـ هو يقول ـ أتينا ببطيخ صغير في حجم الشريحة مغلف وبعيدا عن الذباب؟!

فتضايق الرئيس السادات وقال له: تعرف يا شارون ان الذباب ليس هو المشكلة. هذا الذباب لم يكن موجودا من قبل. فالبطيخ الاسرائيلي هو الي عنده قدرة غريبة على استدراج الذباب.. هاها..

ولم يدرك شارون النكتة فقال: الذباب الاسرائيلي مختلف انه كالموجود في الاردن والضفة الغربية وهو من ناحية اللون والحجم..الخ. وحاول السفير ساسون ان ينقذ الموقف والمطب الذي وقع فيه شارون فقال: يا سيادة الرئيس بعد هذا العرض المختصر سوف نأخذ الذباب والبطيخ ونعود به الى اسرائيل..هاها..

ـ هاها..