إذا كانت هذه جريمة ما هي العقوبة؟!

TT

لا بد أن تكون هذه مشكلة المدرسين والنظار: ما الذي يخيف التلميذ الصغير؟ ما الذي يفعله المدرس إذا خالف التلميذ الأوامر وجاء متأخرا أو أهمل في دروسه أو غش في الامتحان؟

إذا كان هذا هو الخطأ فما هي العقوبة؟ هل طرد التلميذ من المدرسة عقوبة؟ هل هي عقوبة له أو لوالديه؟ هل استدعاء والديه في كل مرة ممكن؟ هل خصم الدرجات من الطالب عقوبة؟!

إن المدرس يجب أن يكون محترما.. وأن يكون من ضمن الاحترام عنصر الخوف.. أي أن يكون مخيفا مهيبا مهابا، لا خائفا من الطالب ووالد الطالب والناظر والمفتش والمراقب والوكيل والوزير.. وإلا فلن يتمكن المدرس من أداء واجبه وهو: أن يعلم التلميذ معنى النظام والطاعة والخلق الكريم واحترام العلم والمعلم.. بذلك يكون مواطنا صالحا مفيدا.. قادرا على أن يكون مدرسا وطبيبا وأبا وزوجا..

ولكن المدرس غير قادر على أن يكون مخيفا للتلميذ الصغير، انه لا يستطيع أن يعاقبه.. لا يستطيع أن يضربه مثلا.. والسؤال: هل من الضروري ضرب التلميذ الصغير؟

والجواب: إن كل أم تضرب طفلها ولا يتهمها أحد بالقسوة والوحشية وانعدام الإنسانية.. بل إن كل الأمهات والآباء في عالم الإنسان والحيوان يستخدمون اليد والرجل والمنقار في تعليم الصغير حتى يكبر..

بعض المشتغلين بالتربية في مصر والخارج يرون ضرورة الضرب..

وبعض المشتغلين بالتربية يرون أن الضرب ضرورة ولكن بشرط أن يكون منصوصا عليه في القانون.. وإنما يتغاضى عنه الناظر والمفتش.. والوزير.

ولقد عرفت عندما كنت في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة أن هناك مدارس للتدريب المهني قد أعادت الضرب.. فالمدرس يضرب التلميذ أمام والديه.. ودون إذن من والديه.. فبعد الحرب تحلل الشباب في ألمانيا واتجهوا إلى الرقص ومضغ اللبان.. وبناء الشعوب لا يكون إلا بالقوة والعلم. والعلم صعب والإنسان يكره الصعب ولذلك يجب أن نرغمه بالقوة على التغلب على الصعب.. أي نعلمه بالقوة كيف يكون قويا.

ربما كان الضرب البدني ليس هو الشيء الموجع ولكن الإهانة أمام زملائه الصغار هي التي توجعه أكثر.. وأكثر؟!

وهذا الموقف يحتاج إلى شجاعة.. وإلى مواجهة صريحة لقضية خطيرة: الاستخفاف والتهاون والاستهتار وهز الكتفين وإخراج اللسان للمدرس ولكل من يعلم الإنسان شيئا جديدا.. وإذا أصبحت المدرسة ملعبا أو ملهى فكل مكان آخر هو كباريه.. وكل قيمة.. لا قيمة لها؟!