خلاص .. والله قرفنا

TT

في مواجهات مسلحة فلسطينية بين حركتي فتح وحماس، والتي راح ضحيتها عدة أشخاص من الجانبين، شاهدت قبل أيام صورة (فوتوغرافية) في هذه الجريدة، وهي عبارة عن أربع تلميذات صغيرات يهرولن هاربات وحقائب كتب المدرسة على ظهورهن، والرعب في أعينهن، وقد مررن بجانب حائط عريض يقبع تحته رجل ملثم ومسلح، ومكتوب على الحائط بخط كبير: شهداؤنا في الجنة، وقتلاكم في النار.

ويا لهذه الصورة المعبِرة، التي جعلتني أبتسم وأقلب كفوفي من شدة الألم.

فأي شهداء وأي قتلى؟!، وأي جنة وأي نار؟!، كيف لا تقلب مثل تلك الصورة المفاهيم؟!، كيف لا تزلزل العقول المتحجِرة، والعقول الهلامية كذلك؟!

إنني أبشر الفلسطينيين من الآن، وإذا استمروا على تلك الصورة (الشبه العبثية)، أبشرهم بليل مظلم ليس فيه أي بصيص من أي نجمة.

خلاص، والله قرفنا.

***

عندما قرأت هذه الإحصائية التي تقول: إن إصابة أي إنسان بأذى في منزله هي (واحد من 29 في المائة)، بينما الخطر عليه في مصنع للسلاح والمتفجرات هي (واحد في المائة) فقط، بعدها أصبحت لا أتحرك في منزلي إلا بحذر شديد، إلى درجة أنني إذا تسطحت فمن الصعب أن أجلس، وإذا جلست من الصعب أن أقف، وإذا وقفت فمن الصعب أن أسير، وإذا سرت فمن الصعب أن (أنطنط)، وإذا نطيت فمن الصعب أن أطير، وإذا طرت فمن الصعب أن أتوقف عن الطيران.

***

أعترف بأن أسئلتي تكون أحياناً في غير مكانها، ولكنني ومع ذلك سألت إمرأة: كيف تعرفت على زوجك الثاني؟!، وأعجبني جوابها عندما قالت: الواقع أنني تعرفت عليه مصادفة، وفي مناسبة سعيدة، حيث أني كنت أركب بالسيارة مع زوجي الأول، فصدمنا زوجي الثاني بسيارته، فتوفي على الفور زوجي الأول عليه رحمة الله، ومن هنا بدأت قصة غرامي مع زوجي الثاني، غير أنني لم أتزوجه ولم يدخل علي إلا بعد أنهيت (العدَة)، وهي أربعة أشهر وعشرة أيام بالتمام والكمال، لأنني ولله الحمد لا يمكن أن أخالف الشرع، فقلت لها: كثر الله من أمثالك، الآن فقط أنت كبرت في عيني، فردت عليَ وهي تتضحوك: وأنت كمان.

[email protected]