حكاية للكبار الأطفال

TT

من القصص شبه الخيالية انه كان هناك (ساقٍ) يخدم عند أحد سادته في الهند، ولا شغلة لذلك الساقي غير ان ينقل الماء من النهر الى البيت طوال الأيام. وكان يحمل على كتفيه عصا معلقة عليها جرتان، احدى الجرتين مشروخة والأخرى سليمة، فكان الماء يصل بالسليمة كما هو، اما المشروخة فلا يصل من الماء غير نصفه. ومرّت عدة سنوات على هذه الحال، وفي أحد الأيام بعد أن انهى الساقي عمله، جلس من عناء التعب مسترخيا في غرفته الصغيرة بالخارج، وبجانبه جرتاه، فقالت له جرته المشروخة: انني حزينة وخجولة من اجلك واريد ان اعتذر لك. فسألها بتعجب: لماذا تعتذرين؟! فقالت له: لأن هذا الشرخ الذي بي ظل طوال ذلك الوقت يسرب الماء، ولا يصل منه بالكاد غير النصف، وانت وحدك الذي تتحمل المشقة والارهاق. فتبسم الساقي وقال لها: ارجوك عندما نذهب غدا الى النهر ومنه الى بيت سيدي، ارجوك ان تلاحظي على جانب الطريق الذي تمرين انت فوقه، انك سوف تشاهدين اجمل الزهور، فقد تعمدت ان ابقيك انت ولا استبدلك بأية جرة سليمة، واستغللتها فرصة، وبذرت على جانب الطريق تلك الزهور التي تسقينها انت حتى اينعت، واقطف منها بين الحين والآخر مجموعات رائعة، لتزين مائدة سيدي، الذي يزداد اعجابه بي، وتزداد مكافأته لي.. فلا تخجلين ولا تتأسفين لأنك تقدمين لي أروع خدمة، والشكر لك (يا جرّة، يا حلوة).

انني عندما اروي لكم تلك الحكايات اخجل من نفسي احيانا، لأنني أشعر أنني أقدمها للأطفال وليس للكبار، فأرجوكم المعذرة.

***

أتاني وهو يضحك قائلا: حقا ان عقول النساء (ترللّي)، سألته ماذا تقصد (بترللّي)؟! قال: يعني (فيوزهن ضاربة)، قلت له: كذلك لم افهم، قال: الواحدة منهن تعتقد انها الذكية الفهيمة، وهي اعزك الله مثل البهيمة (ولا حاجة). الواقع انه اساءني حديثه عن بنات حواء هكذا، فقلت له: أولا المرأة ليست بهيمة، ثانيا البهيمة وهي البهيمة لها حاجة ولها ثمن، ولكن اخبرني ما الذي يضحكك؟! فقال لي: يا سيدي الحكاية وما فيها ان زوجتي (نعبشت) في جيب ثوبي ووجدت ورقة مطوية مكتوبا بها رقم تلفون (ولعب الجربوع بعبها) فتناولت التلفون تتصل ووجدته مشغولا، واستمرت على هذا المنوال طوال اليوم والرقم مشغول، عندها جابهتني وسألتني عن ذلك الرقم، ولا اكذب عليك انني ارتعبت في البداية، غير انني عندما تمعنت بالرقم جيدا ارتحت عندما عرفت انه الرقم الجديد لتلفون منزلنا، الذي طلبنا تغييره. عندها سألني وهو يضحك: أليس معي حق عندما اقول: إن عقولهن (ترللّي)؟! طبعا لم أتجاوب مع ضحكاته ولكنني سألته: لماذا (ارتعبت) في البداية عندما سألتك هي؟! ولماذا (ارتحت) بالنهاية عندما تأكدت انه الرقم الجديد؟! وقف صامتا مبلما ولم يجبني، فلم املك إلا ان اقول له: والله انت اللي (ولا حاجة)، اسمح لي يا ابو عقل (ترللّي)·

[email protected]