تشيني: مزّق هذا الجدار.. وإلا فلترحل

TT

أبلغ ديك تشيني في المؤتمر القومي الجمهوري، الذي رشحه عام 2000 لمنصب نائب الرئيس، حشدا من الأشخاص بأن الديمقراطيين «سيقدمون مزيدا من المحاضرات والتعابير القانونية وحالات الإنكار المعتنى بصياغتها، أما نحن فسنقدم أشياء بطريقة أخرى، أفضل، وجرعة قوية من الحقيقة».

اذن، الآن، أيها السيد تشيني، وقد طرحت محاكمة سكوتر ليبي شكوكا حول مصداقيتك، فإنك مدين أمام البلاد بتقديم تفسير. واليك قليلا من الأسئلة للمساعدة في صياغة تفسيرك لنشاطاتك:

السيد نائب الرئيس، هل دفعت ليبي للتنقيب في خلفية جو ويلسون وتشويه سمعته؟ بذل ليبي جهدا كبيرا لجمع معلومات من وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية حول ويلسون، قبل وبعد أن أبلغته يوم 12 يونيو (حزيران) 2003، بأن زوجته كانت تعمل في وكالة المخابرات المركزية، بحيث انه يبدو من المحتمل بأنك وجهت ذلك الجهد. هل هذا صحيح؟

ما الذي كنت تعنيه عندما كتبت في ملاحظة إلى سكوت ماكليلان اعتبرت دليلا «عدم حماية الموظف والتضحية بالشخص الذي طلب منه الرئيس مواجهة المخاطر بسبب عدم كفاءة آخرين».

أولا كتبت ان «الرئيس» هو الذي طلب من ليبي ان يفعل هذا، ثم حذفت الكلمتين. هل طلب الرئيس بوش حقا أن يتولى ليبي مهمة تشويه سمعة السفير ويلسون؟ وهل صحيح، كما جرى التلميح في المحاكمة، أن البيت الأبيض حاول إعاقة نشر هذه الوثيقة؟ وعندما ناقشت موضوع جو ويلسون مع ليبي على متن طائرة سلاح الجو يوم 12 يوليو (تموز) 2003 أية توجيهات أعطيتها له؟

تشير دلائل المحاكمة إلى انه في تلك الرحلة، تفحص ليبي بعض الأسئلة التي كان صحافي قد أرسلها حول ويلسون ثم قال: «دعني أذهب وأتحدث إلى رئيسي وأعود إليك». وبعد التشاور معك، دعا ليبي الصحافيين لتزويدهم بنسخة مشوهة من رحلة ويلسون. ثم: وعلى متن تلك الطائرة هل أبلغت ليبي بأن يسرب إلى الصحافيين حقيقة ان زوجة ويلسون تعمل مع وكالة المخابرات الأميركية؟

شهدت ديبورا بوند من مكتب المباحث الفيدرالي بأن ليبي اعترف في واحدة من المقابلات معه في تلك الرحلة، بأنه ربما كان قد تحدث اليك، حول ما اذا كان يتعين إبلاغ وسائل الإعلام بشأن زوجة ويلسون، فاليري بلام. فهل فعل ذلك؟

وبما أن ليبي معروف بحذره، يبدو من غير المرجح أنه سرب المعلومات السرية مرتين لصحافيين، بعد أن تحدث إليك مباشرة، ما لم تكن قد وافقت على التسريب.

هل كنت خلال التحقيق بشأن التسريب على دراية بأن ليبي ابلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي بمعلومات كاذبة؟ كنت تتوجه معه إلى العمل كل يوم تقريبا بسيارتك الليموزين، ألم تتحدثا حول هذه القضية مطلقا؟ أم أنك طلبت من ليبي حمايتك، لأنك لا تريد أن يعرف الآخرون انك أنت الذي حدثته عن فاليري بليم؟ هل هناك أية معلومات أخرى تريد الإبقاء عليها سرية؟

هل كنت تحاول التغطية على اعتمادك على المعلومات غير الصحيحة، حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، بإلقاء المسؤولية على وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهات أخرى على نفس المستوى، مثل ويلسون؟

سيادة نائب الرئيس: ظللت تؤكد أكثر من أي شخص آخر قبل الحرب أن العراق يملك أسلحة للدمار الشامل. ويمكن أن نلاحظ انه في الاتهام والشهادة أمام المحكمة، انه بنهاية صيف عام 2003 كان هناك فزع في مكتبك، بسبب عدم العثور على هذا النوع من الأسلحة.

لذا، عندما تقدم السفير ويلسون وتحدث عن هذا الموضوع بدا عليك الغضب. حاولت توجيه المسؤولية واللوم لوكالة الاستخبارات المركزية، ثم حاول مكتبك التشكيك في ويلسون بالقول انه استمتع برحلة نظمتها زوجته.

قال روبرت غرينيار، وهو مسؤول بوكالة الاستخبارات، للمحكمة انه يعتقد أن البيت الأبيض «كان يحاول تفادي تحمل مسؤولية مواقف اتخذها فيما يتعلق بحقيقة ما إذا كان العراق قد حاول الحصول على يورانيوم من النيجر». ترى، هل جاء كل ذلك من محاولة تغطية؟ ومتى تعتزم الاعتراف بكل شيء؟

عندما اتهم ريتشارد نيسكون باستغلال التبرعات المالية للحملة الانتخابية عام 1952 ألقى خطابه المشهور بهذه المناسبة. عندما برزت الأسئلة حول مسلك سبايرو آغنيو عام 1973، أجاب عن هذه التساؤلات علنا. «انك تدخل في ورطة عندما تحاول الصحافة أن تطلب منك التحلي بنفس معايير الشفافية لدى نيكسون وآغنيو».

أنا لا اتهمك بارتكاب جريمة. ولكن هناك تساؤلات خطيرة وأنت مدين للناس بالحقيقة. اذا عزمت على الاستمرار في التسويف، فإنك يجب ألا تظل في موقعك، وينبغي عليك تقديم استقالتك.

* خدمة «نيويورك تايمز»