إرهاب المخدرات

TT

قبل عدة سنوات، أطلعني أحد المسؤولين السابقين في إدارة مكافحة المخدرات السعودية على حلوى «حمٌصية» بداخلها بذور مادة مخدرة، ضبطت لدى أحد الباعة، إثر بلاغ تقدم به أحد المواطنين، واتضح لاحقا أن لا ذنب للبائع الذي استوردها وفق إجراءات رسمية، باعتبارها مجرد حلوى.. أذكر يومها أن المسؤول كان يقوده حسه الأمني إلى القول بأن أطفالنا وشبابنا مستهدفون من تهريب مثل هذه السموم إلى الأسواق العربية..

وبالأمس كنت أقرا خبرا في إحدى الصحف بعنوان: «المافيا الإسرائيلية تعترف بالسيطرة على أسواق المخدرات الأمريكية»، يشير إلى تكشف جوانب جديدة عن مدى سيطرة عصابات المافيا الإسرائيلية على تجارة المخدرات في مدينة نيويورك، واعتراف عضو سابق في هذه المافيا اسمه «دون جونن» عبر كتاب أصدره بعنوان «الدم والحجم»، يؤكد فيه أن شبكات المافيا الإسرائيلية مسؤولة رئيسية عن نشاط المخدرات في تلك المدينة، وأنها تنسق عملها مع المافيا أخرى..

فإذا كانت يد المافيا الإسرائيلية، تمتد بسمومها إلى نيويورك البعيدة، فأية حجة ذهنية يمكن أن تصمد لإسقاط فرضية أن تستهدف ألمافيا الإسرائيلية محيطها الجغرافي القريب، وأن تكون تلك المافيا مسؤولة ـ بشكل ما ـ عن اكتساح المخدرات لعالمنا العربي، والانتشار السريع لأنواعها بين شريحة من الشباب، عبر وسائل مختلفة، ووسائط متعددة..

وحسنا فعلت السعودية برفع سقف عقوبة تهريب المخدرات إلى الإعدام، ومضيها منذ سنوات في تطبيق أحكامها، باعتبارها ـ المخدرات ـ أداة دمار للفرد واقتصاديات المجتمع، متمنيا لأجهزتنا الأمنية ـ في مجال مكافحة المخدرات ـ نجاحا موازيا لنجاحاتها المبهرة في مكافحة الإرهاب، والتي كان أحدثها تفكيك سبع خلايا، واعتقال 172 إرهابيا.. وإن كانت المخدرات بنتائجها المدمرة لا يمكن تصنيفها خارج دائرة الإرهاب في كل الأحوال، فمعاناة البشرية من المخدرات على نفس درجة معاناتها من الإرهاب، ففي العالم اليوم أكثر من 180 مليون مدمن، يكلفون حكوماتهم أكثر من 120 مليار دولار، ويتسببون في الكثير من الحوادث الإجرامية، التي يذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء..

أمنيات للجميع بعالم أكثر صحوا لا يسرق وعي لحظاته مخدر.

[email protected]