كان من الطبيعي للتطورات المعاصرة للحياة الزوجية ان تنعكس في النكات المتداولة عنها. فمنذ ان عرف الانسان الزواج سرت روح الشكوى منه والتهكم والتنكيت عليه. استطيع ان اتصور ان اول نكتة تفوه بها انسان كانت عن قرينته في الحياة.
فما الجديد يا عمو خالد في فكاهات الزواج؟
بالطبع من اهم التطورات الأخيرة في هذا الميدان ظهور حبوب الفياغرا. ذهب رجل الى صيدلية ليشتري قنينة حبوب فياغرا. قال له الصيدلي: عندك وصفة او ورقة من دكتور تبرزها لتؤهلك لها؟ فأجابه الرجل: كلا يا سيدي. ولكن عندي صورة زوجتي ابرزها لك.
وفي هذه الأيام التي لم يعد الناس يخافون من غضب الله، كثرت عمليات اغتصاب النساء وراحت الحكومات تتشدد في معاقبة المعتدين على عفاف بنات العباد. فعل مثل ذلك شاب ببنت جاره وعرف والدها بما جرى فخاطب الولد مهددا: إما ان تتزوج المجني عليها فورا او أخبر الشرطة بالجريمة فتقضي العشر سنوات القادمة في السجن.
لم يجد الشاب غير أن يذعن للطلب فعقد عليها وتزوجا. مضت الأيام فأقام لها بيتا وخلفت له اولادا. ثم حلت ذكرى زواجهما فرتبت لحفلة خاصة جميلة بالمناسبة. لاحظت عند المساء زوجها في حالة كئيبة. قالت له: «مالك يا حبيبي؟ لم كل هذا الزعل البادي على وجهك وهذه هي الذكرى العاشرة لزواجنا نحتفل بها؟» نظر في وجهها نظرة أسى وقال:«تذكرت. في مثل هذا اليوم كانوا سيطلقون سراحي لو كنت اخترت السجن».
وهذه حكاية تذكرني تماما بما حصل لصديقي وزميلي الرسام نعيم عبد العزيز. لفقوا عليه جريمة التجسس لإسرائيل في أيام الإرهاب الأسود ضد اليهود في العراق، وحكمت عليه المحكمة العرفية العسكرية بكفالة نقدية بمبلغ ثلاثة آلاف دينار. لم يكن هذا الفنان الناشئ يملك ثلاثة آلاف فلس ناهيك عن ثلاثة آلاف دينار. بيد ان اهله اتصلوا به وقالوا ان ابنة خاله مستعدة لتدفع بدل الكفالة على ان يتزوج بها. وكانت على درجة كبيرة من التخلف وقبح الشكل، فرفض وقرر الدخول الى السجن، ولكنه بعد بضعة اسابيع اكتشف مدى جهله بالسجون العراقية واحوالها، ولا سيما بالنسبة ليهودي متهم بالتجسس للكيان الصهيوني. فبعث الى أهله معبرا عن استعداده لقبول عرض ابنة خاله. دفعت عنه مبلغ الكفالة وأخرجته من السجن وتزوجته. التقيت به بعد شهرين او ثلاثة في مقهى البرازيلية فسألته عن أحواله فأجابني قائلا: «بقا اش كون؟ بالقبور! طلعت من سجن وخشيت بسجن». طبعا كان يقصد بذلك العيش مع زوجته ولم يقصد ـ كما اتصور ـ العيش في العراق.
في ظل مد الصحوة الإسلامية، أخذت بعض الدول الإسلامية تتشدد في السماح لغير المتزوجين بإشغال غرف مزدوجة في الفنادق (باستثناء فنادق الخمسة نجوم لمن عنده فلوس). ذهب رجل مع زوجته من اسيوط في زيارة الى القاهرة وطلب غرفة مزدوجة في احد الفنادق فقال له المدير: ممكن تشوفني حاجة وتثبت لي أن الست دي مراتك؟ فقال له الرجل : «وحياة ابوك يا ريس، اثبت لي انها مش مراتي وانا ابوس ايدك».