هل يحنط الفايد جثمانه؟

TT

نشرت بعض الصحف مقالات عن المليونير المصري محمد الفايد بعنوان ملياردير مصري يوصي بعد مماته بتحنيط جسمه واستخدامه كعقرب ساعة. وقد نشر هذا الخبر على لسان بيل ميتشل المهندس المعماري الذى يعمل لدى محمد الفايد الذي أكد أنه اتخذ القرار لكي يصبح جزءاً مهماً من أجزاء متاجر هارولدز بعد وفاته.. وقد أبدى ميتشل إعجابه بهذا المشروع وأنه سوف يكون ممتعاً بالنسبة له شخصياً وأنه بسبب استخدام عقارب الساعة العملاقة التي تزين هارولدز ويود الفايد أن يبقى في حركة دائمة مع الزمن لسنوات طويلة بعد وفاته وقد نشر على لسان ميتشل: «صحيح أن هذه الفكرة تبدو جامحة ومجنونة بعض الشيء إلا أنه من المعروف عن السيد الفايد أنه يحب الاستعراض ويعشق مثل هذه التقليعات....».

وقد صادقت صلاح الفايد شقيق محمد الفايد ولم أحظ بمقابلة محمد الفايد إلا عندما جاء إلى مصر هو وأسرته لأول مرة بعد غياب سنوات طويلة وقد طلب مني مقابلته صديقي الكاتب الكبير سمير رجب والذي يعتبر من أكثر المصريين قرباً من الفايد. وقد قابلته هو وأسرته بالمتحف المصري وأهديت له بعض كتبي الجديدة ورحبت به ترحيباً حاراً وفي المساء ذهبت إلى الفندق الذي يقيم فيه لمقابلته. وعندما ذهبت إلى لندن للإعلان عن معرض «توت عنخ آمون» الذي سوف يقام في نوفمبر القادم تقابلت على الغداء مع محمد الفايد في مطعم هارولدز وقد كنت سعيد أن أرى العديد من المصريين يعملون معه عكس ما يكتب عنه. وبعد أن تناولنا الغداء أخذني في جولة داخل المتجر وهناك شاهدت عشقه للفراعنة وكيف أنه يصور نفسه كفرعون مصري وهذا في رأئى ليس جنون بل هو ارتباط وعشق بحضارته وأنه يثبت للإنجليز أنه ابن حضارة عمرها خمسة آلاف عام وهذا شيء طبيعي بعد الحرب الشرسة التى تعرض لها في إنجلترا وإيمانه العميق بأن الأسرة المالكة لها يد في قتل ابنه دودي. ولذلك لم أفاجأ عندما علمت بأنه يود أن يحنط جثمانه ويدفن في المتجر الذي يحمل اسمه في لندن. وقد اتصل بي منذ فترة بسيطة يطلب عرض بعض القطع الأثرية التي سوف تعرض في لندن داخل هارولدز وقد شرحت له استحالة الاستجابة لهذا الطلب لأن الآثار المصرية تعرض فقط داخل المتاحف ولا تعرض داخل المتاجر وأن هذا طلب مستحيل وطلبت منه أن يحضر افتتاح معرض «توت عنخ آمون» في لندن الذي سوف يعتبر من أهم الأحداث الثقافية وخاصة أن الملك الذهبي لم يزر لندن منذ 35 عاماً.

وهناك جمعية في أمريكا تقوم بالتحنيط على النظام الفرعوني وقد قامت بعمل إعلانات في كل مكان لكي يقوم بالحجز من يريد أن يحنط جثته وقد قام العديد بحجز أماكن حتى الآن لكي يصبحوا فراعنة. ومن المعروف أن كل خطوات التحنيط أصبحت معروفة لدينا حتى الآن وأن هناك بطة محنطة لازالت موجودة منذ خمسين عاماً. ولا أعتقد أن طلب تحنيط الفايد تقليعة أو فكرة مجنونة فهو يود أن يظل اسمه رمزاً لفرعونيته ورمزاً لرفضه للأسرة المالكة.. سوف يظل محمد الفايد حياً أو ميتاً صداعاً في رأس العديد من الإنجليز.