الحكيم: يطلب ثمن الخيانة الزوجية!

TT

إنها مداعبات من الوزن الثقيل. خطر لي أن أسجل حوارا بيني وبين الاستاذ الحكيم. وطلبت من رئيسة الاذاعة السيدة صفية المهندس أن تيسر لي ذلك.. على أن تنفرد هي بإذاعة هذا الحديث الفريد ـ وهو فريد لأن توفيق الحكيم لا يحب الإذاعة أو التلفزيون. لماذا لأنه ليس لديه فصاحة طه حسين ولا بلاغة العقاد.. فهو يتهته. وكان يقول: إن من يسمعني لن يقرأ لي سطراً واحداً!

وهو مثل الشاعرين الكبيرين شوقي وإبراهيم ناجي.. كلاهما يثأثأ ويتهته وكذلك الأديب الإنجليزي الكبير سومرست موم!

وكان موضوع الحديث أنني أحاول إقناع توفيق الحكيم أن يكتب في مجلة «أكتوبر» التي أرأس تحريرها وقد سبق أن تناقشنا في ذلك.. وأريده أن يعيد ما قال لكي أسجله. وتوفيق الحكيم شخصية ظريفة ومسلية وممتعة. قلت له: اتفقنا..

ـ على إيه؟

ـ على الصداق المسمى بيننا؟

ـ لا.. أنا متزوج جريدة «الأهرام» أما بالنسبة لمجلة «اكتوبر» فسوف تكون علاقة خارج الأسرة.. ويجب أن يكون المبلغ كبيراً بسبب هذه الخيانة الزوجية..

ـ موافق يا أستاذ.. أدفع ثلاثة أمثال ما تتقاضاه من «الأهرام»..

ـ موافق..

هذا هو المعنى ولكن توفيق الحكيم يستخدم ألفاظاً بعضها عريان وبعضها يكاد يكون كذلك. وهو يضحك وأنا أيضاً. وأريد أن أسجل كل ذلك وأذيعه دون إذن منه ـ دعابة خشنة!

ولكن وجدنا صعوبة. وهي أن بعض الألفاظ نابية تماماً. ولا يمكن حذفها. ثم أن الحكيم يضرب أمثلة جنسية للتعبير عن الذي يريد ويضحك واضحك. وحاولت أن أجعل الحوار مفيداً عموماً فأحدثه عن الأدب والنقد ومستقبل القصة والرواية في مصر فكان يقول: قصة ايه ورواية.. مستقبل البلد اللي رايح في ستين داهية.. وهوه عبد الناصر ترك لنا إلا الخراب!!

وقال توفيق الحكيم: أقول نكتة ختاماً لهذا الحديث كما كانوا يفعلون مع الرجل الغلبان ابو حيان التوحيدي.. بعد مناقشة طويلة فلسفية أدبية تاريخية انقطع فيها نفس هذا الرجل التعيس يطلبون اليه.. آخر نكتة! وتكون آخر نكتة هي أقسى درجات الهوان لعالم جليل..!

ثم يقول الحكيم نكتة قبيحة لا يمكن اذاعتها.. وهكذا كان حديث توفيق الحكيم شاملا: الحديث ونسف هذا الحديث أيضاً!