عمر الشريف

TT

سعدت بحضور عيد ميلاد صديقي الفنان العالمي عمر الشريف، وقد احتفل به هذا العام بفيلا ابنه طارق بمنطقة القطامية، ودُعي إلى الحفل العديد من الفنانين وأصدقاء عمر المقربين، وكان الاحتفال ببلوغه 75 عاما، حقق خلالها العديد من النجاحات في أفلام كثيرة بهوليوود منها: «لورانس والعرب»، و«دكتور زيفاجو» وغيرها من الأعمال الناجحة. وتذكرت وأنا أنظر إلى عمر وهو يداعب ضيوفه كعادته أول مرة تقابلنا فيها وكانت فى عام 1977 عندما قررت شركة إنتاج أمريكية عمل فيلم تسجيلي يذاع على الهواء مباشرة من منطقة أهرامات الجيزة باسم «أسرار الأهرامات»، وحدثت في ذلك الوقت مشكلة عجيبة، تسبب فيها أحد المصريين المقيمين في كندا، والذي استطاع بطريقة ما أن يشتري حق البث على الهواء من الهرم، وكذلك حق تسجيل ما يذاع من منطقة الهرم، وبدأ في مساومة الأمريكان الذين لم يجدوا أمامهم غير أن يسجلوا البرنامج من القاهرة، وتتم إذاعته على الهواء مباشرة من قلعة اللورد كارنارفون بإنجلترا. وما حدث خلال ذلك يحتاج إلى تحليل، لنعرف كيف أن هناك تحايلا على القانون وشراء ضمائر، وتوقيع عقود وهمية. هل نتصور ما كان من الممكن أن تكسبه مصر من إذاعة برنامج على الهواء مباشرة في وقت لم يكن هناك انتشار للقنوات الفضائية؟! وكان التليفزيون المصري هو الوحيد الذي له حق البث على الهواء من مصر.

بعد ذلك تقابلت وعمر الشريف في العديد من المناسبات سواء بمصر أو خارج مصر، ووجدت فيه العديد من الصفات الجميلة التي أحبها في أي إنسان، وهي الصدق والصراحة بالإضافة إلى دقة المواعيد والالتزام. وكان هناك العديد من الشخصيات الشهيرة التي تجمعنا معاً. وعندما قررت الناشيونال جيوجرافيك عمل أول فيلم I-Max عن مصر، طلبت منهم أن يكون عمر بطل هذا الفيلم، ويقوم فيه بدور الجد الذي يشرح لحفيدته الإنجليزية عظمة مصر ونيلها وآثارها، عندما جاءت تزورها لأول مرة. وعُرض الفيلم في كل مكان من العالم، وكنت أعلق عليه في العديد من المدن العالمية، ونال الفيلم المرتبة الأولى في المشاهدة، سابقاً في ذلك فيلم «حرب النجوم».

وعندما سافرت لافتتاح معرض الآثار المصرية بلوس أنجليس تابعت القصة الشهيرة التي تناولتها الصحف من أن عمر تشاجر مع سايس أمريكي من أصل مكسيكي أمام أحد المطاعم الشهيرة، وقام الرجل برفع قضية أمام المحاكم الأمريكية ضد عمر الشريف. وفي الحقيقة وكنت شاهد عيان أن عمر بريء، وأن ما حدث هي قصة اختلقها هذا المكسيكي الذي أعطاه عمر 20 يورو بقشيش، وطبعاً لم ير هذا الرجل يورو في حياته؛ ولذلك رماها على الأرض. وكل ما فعله عمر أن نعته بالغباء، ولم يضربه وكان معي أكثر من ضيف أمريكي يمكن أن يشهد على ذلك، ولكن الصحف أشارت إلى أن عمر الشريف ضرب سايس العربات أمام فندق شهير بلوس أنجليس.. وهذا هو قدر النجوم.

كان عمر سعيداً جداً يوم عيد ميلاده، وخاصة أن الله قد من عليه بصحة جيدة، وأنه يمثل لأول مرة في مسلسل يعرض في رمضان الحالي، وسوف يتابعه العالم العربي كله.

وفي يوم ميلاده حكى لنا أنه من أشد المعجبين بالشيخ الشعراوي رحمه الله، وكان يسمع أحاديثه بصفة دائمة حتى أنه قلد لنا الشيخ الشعراوي كصورة طبق الأصل.. حقاً عمر الشريف فنان يصعب تكراره.

www.guardians.net/hawass