الحمار وهو والكلب وأنا!

TT

أستاذنا توفيق الحكيم عنده عشرات المقالات تحت عنوان «حماري قال لي» أو «أنا وحماري». واختار الحمار لأنه حيوان طيب.. ولأننا نرى الحمار هو الحد الأدنى للفهم. وإذا تحدث مع الحمار وكان كلامه معقولا فمعنى ذلك أنه يفهم أحسن من بني آدم. وقالوا: الحكيم سرق فكرة الحمار من الأديب الإسباني خمينيز الفائز بجائزة نوبل في الأدب سنة 1956، فله كتاب جميل جداً اسمه «بلاتيرو وأنا» وبلاتيرو صفة للحمار.. أي الحمار ذو اللون الفضي.. ومن المؤكد أن بلاتيرو من أجمل وأرق ما كتب أديب إسباني..

ويبدو أنني سأمشي في نفس الطريق.. وبدلا من الحمار الفضي أو الأسود سوف اختار صديقاً هو كلبي. وكلبي اسمه «ريكو». والاسم ياباني، لأن الكلب ياباني أيضاً ومن فصيلة اسمها «تشو». وعلى شبكة الإنترنت وجدت تشو هذا هو الكلب الوحيد في العالم الذي له لثة سوداء، وهي مقياس للأصالة. فالكلاب من فصيلة تشو هي التي لها هذه الخاصية.

وهذا الكلب أبيض وله بقع سوداء على العين وجانب من الجسم تماماً مثل حيوان «الباندا» الصينية.. وحيوان الباندا نباتي مثلي ويأكل أعواد الخيزران الخضراء على قمم الجبال.. وريكو من ألذ الأطعمة اليابانية.. يعني أنا تسببت في إطالة عمره ولو تركته في اليابان لكان في المجاري من خمس سنوات.. ولا أدعي أن هذا فضل مني عليه.. وإنما طال عمره لأنني أريده حياً.. أريده ظلا.. لعبة.. صورة عابرة من صور الحب الساذج والوفاء الغريزي. وبس.

ولست مقلداً في ذلك أستاذنا العقاد. فالعقاد كان له كلب اسمه «بيجو» ومات. وللعقاد قصيدة يرثي فيها بيجو يقول فيها: «مرحاضه أعز أثوابنا» أي أنه يتبول على الملابس. ووقعت عينا الأديب مصطفى صادق الرافعي على هذا التعبير فأطلق على العقاد اسم «الشاعر المراحيضي» ـ وكان أسلوب الرافعي خشناً.

وبدأت أكتب الصفحات الأولى من كتاب بعنوان «ريكو وداعاً». أنا أودعه أو هو يودعني ـ هاو هاو ـ صوت الكلب وكأنه يعلق على هذا الذي أقول!