هذا الناشط: يا له من رجل

TT

فان جونز الناشط الاجتماعي، شخص نادر، وهو من أبرز الناشطين أيضا في مجال حماية البيئة. ويصبح جونز عاطفيا، وهزليا، عندما يتحدث عن تجربته كأسود وناشط في مجال البيئة.

ويقول جونز إن طرح الناشطين في حملات التوعية بحماية البيئة لمسائل بيئية، مثل إنقاذ الدببة القطبية على سكان بعض المناطق، ربما تأتي بنتائج عكسية وسلبية على الشخص وربما لا يخرج هو مثلا على قيد الحياة من الحي السكني الذي يحاول نشر الوعي البيئي بين سكانه.

ويرى جونز أيضا أن لا جدوى من محاولة التحدث إلى السكان العاطلين عن العمل في بعض الأحياء السكنية، حيث احتمالات أن يلقى الشخص مصرعه بالرصاص أكثر من احتمال موته بفعل ذوبان نهر جليدي.

بدون تشجيع الطبقات الدنيا في أميركا على الإقبال على حركة حماية البيئة لن تؤدي مثل هذه الجهود، كما يقول جونز، إلى أي فائدة، ويقول: «نحن في حاجة إلى نهج آخر لاجتذاب الأفراد الذين ينتمون إلى الطبقات الدنيا. قادة الحركة البيئية جاءوا عبر مدخل واحد ويريدون الآن أن يدخلوا الكل عبر نفس الباب. هذه السياسة لن تنجح. فإذا أردنا أن تكون هناك حركة بيئية ذات قاعدة واسعة، يجب أن تكون هناك عدة مداخل».

جونز، الذي يترأس مركز ايلا بيكر لحقوق الإنسان في اوكلاند، وهو مركز يساعد الأحداث على تفادي ارتكاب جرائم تؤدي إلى السجن، وتوفير العمل لهم، لديه فكرة حول كيفية تغيير هذا الواقع يلخصها في تأسيس برنامج لتوفير وظائف «ياقات الخضراء»، وهي وظائف عمالية أصلا توفرها المنظمات والشركات العاملة في مجال تحسين نوعية البيئة، مع ضرورة توفير هذه الوظائف للشباب المتحدرين من أسر فقيرة. ظل جونز يقود من مركزه الصغير في اوكلاند حملة لمساعدة السود والمجموعات الأخرى التي تنتمي إلى الطبقات الاقتصادية الدنيا على إدراك أنهم الأكثر استفادة مقارنة بأي مجموعات أو طبقات أخرى من التحول باتجاه حماية البيئة والمحافظة عليها. فالأمر يتعلق هنا بتوفير العمل. فعندما تطلب السلطات أن تكون المباني أكثر توافقا مع معايير المحافظة على البيئة يعني ذلك أن كل المباني في مختلف أنحاء أميركا ستزود بألواح استخدام الطاقة الشمسية والعوازل والمواد الأخرى ذات الصلة بالطقس والمحافظة على البيئة. وهذه بالطبع وظائف عمل يدوي لا يمكن نقلها مثل الأعمال الأخرى إلى الخارج لتقليل التكلفة. ويقول جونز في هذا السياق انه لا يمكن شحن بناية وإرسالها إلى الصين لإعادة تأهيلها على نحو يتماشى مع معايير صيانة البيئة وشحن المبنى مرة أخرى إلى أميركا بعد الفراغ من العمل فيه. بمعنى آخر، هذا التوجه يضمن بصورة عامة توفير وظائف «الياقات الخضراء» لأعداد كبيرة من الأفراد المنتمين إلى الطبقات التي يعمل جونز على مساعدتها للخروج من نفق الفقر للذين لم تتوفر لهم فرص الدراسة في مرحلة ما بعد التعليم العام.

ضمن الجهود والمساعي لتنشيط العمل في هذا المجال، نجح مركز جونز في تأسيس Auckland Apollo Alliance، الذي نجح خلال العام الجاري في الحصول على مبلغ 250000 دولار من بلدية المدينة لإنفاقها على برنامج تدريبي لتعليم الشباب في اوكلاند تركيب ألواح الطاقة الشمسية وعمليات إعادة التركيب وإعادة تأهيل المباني لمواكبة معايير صيانة البيئة. ويعتبر هذا المشروع بداية حملة يقودها جونز بمساندة ناشطين في مجال حركة المحافظة على البيئة لإقناع الكونغرس بتخصيص مبلغ 125 مليون دولار لتدريب 30000 شاب سنويا على أعمال إعادة التركيب وإعادة التأهيل البيئي.

ويقول جونز إن هذا المشروع لن يساهم فحسب في توفير العمل لهؤلاء الشباب، بل سيساعد على نمو خبراتهم وتجاربهم في هذا المجال، مؤكدا على أن الاقتصاد الذي يعنى بقضايا البيئة قادر على توفير مصادر جديدة للعمل والثروة والصحة لذوي الدخل المحدود.

*خدمة «نيويورك تايمز»