العراق ... بين ميليشيا الصدر وحزب العمال

TT

كاتب هذه السطور ممن كانوا وما زالوا مدافعين عن القضايا العادلة للشعب الكردي، وهذا لا يمنع من ان تقول ان ما يفعله حزب العمال الكردستاني في شمال العراق هو عمل يسيء الى الاكراد وقضيتهم ويتسبب في اثارة مزيد من الازمات للعراق الذي هو احدى الدول المهمة للوجود الكردي.

استقرار العراق هو هدف مهم للاستقرار الاقليمي، ولا يجوز لأية قوة سياسية في العراق ان تضع اجندتها الخاصة قبل اجندة المصلحة الوطنية للعراق. وهناك اطراف عراقية تربطها علاقات ممتازة ببعض جيران العراق، وهناك اطراف لها علاقات عمالة بهؤلاء الجيران، ولا يجوز لاي طرف ان يستثمر علاقته الجيدة بالجيران ليتحول الى طابور خامس يهدف المصالح الاقليمية على حساب العراق، ولا يجوز كذلك استغلال توتر العلاقات مع الجيران لإحراج العراق واطالة معاناته. قبل سنة توترت الحدود الكويتية العراقية وحاولت الدولتان بالدبلوماسية الهادئة حل هذه المشكلات واتضح في النهاية ان احد الشيوخ المعممين المحسوبين على ايران في مدينة ام قصر العراقية المتاخمة للحدود الكويتية هو الذي حرك الناس لتوتير العلاقات وكاد ينجح لولا المعالجة الهادئة للمشكلة بين الحكومتين.

ترك المليشيات المحسوبة على ايران في البصرة، مثل ميليشيا الصدر وغيرها وبعض محافظات الجنوب العراقي سمح لتغلغل الاجهزة الاستخبارية الايرانية في الجنوب العراقي، وتحركات حزب العمال الكردستاني ضد تركيا حرك القوات التركية باتجاه العراق وهي تصرفات مسيئة لاستقرار العراق ولا تساعد على تهدئة الوضع الامني.

مطلوب من الحكومة العراقية الوضوح والصراحة مع حزب العمال الكردستاني، فالعراق واستقراره اكبر من كل الاحزاب والاجتهادات ولا يجوز لأي طرف عراقي اثارة الجيران او العمالة على حساب مستقبل العراق الذي يكفيه ما يواجهه من مشكلات مع الارهاب والتطرف والقوى الطائفية.