الألمان يعجبون بها.. وأنا أيضا!

TT

لا أخفي إعجابي بالشعب الألماني. فقد أمضيت عمري كله إلا قليلا في دراسة الفلسفة الألمانية والأدب الألماني. واذكر أن دعتني الحكومة الألمانية لمشاهدة المعرض الألماني في ألمانيا والذي يفتتح في نفس الوقت مع معرض ألماني آخر في مصر. وكنت ضمن وفد الصحافيين المصريين المتخصصين في الشؤون الاقتصادية. أنا ذهبت للنزهة. وأجرى معي أحد الصحافيين حديثا وحاولت أن أجعله بعيدا عن الاقتصاد الذي لا أفهمه. فاستدرجته إلى الكلام عن الفلسفة الألمانية. واندهش محدثي جدا. وقال إنني أعرف في الفلسفة أضعاف ما يعرفه المثقف الألماني.. وكتب في الحديث يقول: وعلى الرغم من تخصصه في الشؤون الاقتصادية فإن معلوماته عن الثقافة الألمانية في كل عصورها أعمق من أي متخصص في الفلسفة الألمانية!

فأول كتاب مترجم قرأته كان ألمانيا.. وأول فيلم، وأول قصيدة، وأول فتاة أحببتها، وأول نشيد قومي حفظته كان النشيد الألماني.. فقد كانت الأول في كل شيء..

وليس غريبا بعد ذلك أن أعجب بمستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل ابنة القسيس وتلميذة المستشار الألماني كول..

كانت تعيش مع زوجها الشيوعي في ألمانيا الشرقية .. ولم تخف كراهيتها للاحتلال الروسي. ولذلك انصرفت عن السياسة إلى العمل. وقد عملت في أحد الكباريهات تبيع التذاكر. ثم درست الفيزياء، وتفوقت واشتغلت مدرسة في الجامعة، ولكن عينيها على السياسة. ولم تنس والدها ولا نصائح أستاذها. وهي سيدة جادة وقويمة الخلق وعندها صبر أيوب..

وخلعت زوجها الشيوعي، وتزوجت زميلا لها وليس لها أولاد.. ولا يحزنها ذلك.. وهي بسيطة.. وأهم ما يميزها عقلها وقدرتها على التحليل وعلى الإقناع. وتدرجت في الحزب المسيحي الديمقراطي حتى صارت مساعدة للمستشار كول. وصارت وزيرة للشباب والبيئة. ولها حركة لازمتها، وتدل على انشغالها بما تقول، وإن كان لا يبدو على وجهها شيء من ذلك: أن تدق بأصابعها على الورق أو على الكتب. وزوجها أحد علماء الكيمياء وكلاهما مشغول بعمله. وإن كانت هي التي تطبخ وتروي الحديقة وتنسق الزهور وتستقبل الضيوف. وإذا نظرت إلى وجهها في أي وقت لن تجد إلا عينين لامعتين يتغير لونهما مع الكلام ـ كلامك أو كلامها!