المطرب محمد عبده وحركة المقاومة الإسلامية!

TT

عنوان المقالة حقيقي وليس إثارة إعلامية، فالمطرب السعودي محمد عبده تم فعلا ضمه أخيرا إلى قائمة حركة مقاومة إسلامية نشطة أطلقت على نفسها «حماسنا»، حركة المقاومة هذه تخندقت في أحد المواقع الاستراتيجية وبدأت حرب مقاومة ضد خصومها مستخدمة كل الأسلحة المتطورة في حوزتها. اللافت هنا أن حركة المقاومة رأت في المطرب محمد عبده بعض الصفات التي لفتت نظرها فأعلن أخيرا «محمد السيد» الناطق الرسمي للحركة خبر ضم المطرب محمد عبده إلى قائمة حركة المقاومة «حماسنا».

ما علاقة الطرب بالمقاومة؟ وكيف تنسجم الأنغام وأزيز الرصاص؟ وكيف تلتقي المواويل مع صيحات الحرب؟ حقيقة الأمر يا سادة أن عددا من الإسلاميين المصريين، يقال إنهم مقربون من حركة «الإخوان المسلمون»، أسسوا موقعا على الإنترنت سموه (حركة المقاومة الالكترونية) وأطلقوا عليه اسما مختصرا «حماسنا» ربما تيمناً بحركة المقاومة الإسلامية الشهيرة (حماس)، وجعلوا من ضمن أهدافه كما هو مدون على موقعهم الالكتروني hamasna.com نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة، وأن مقاومتهم الالكترونية سلاحها الكلمة الطيبة، ولهذا الغرض وضعوا قائمتين؛ إحداهما بيضاء خصصوها للمطربين والممثلين الذين ترى فيهم «حركة المقاومة الالكترونية» مثالا للاحترام والبعد عن التفسخ الأخلاقي ومراعاة القيم المحافظة في المجتمعات العربية، ووضعوا المطرب محمد عبده في هذه القائمة ومعه الممثلتان المصريتان حنان الترك وحلا شيحة وأخريات وآخرون. وأما القائمة السوداء فوضعوها للممثلين والمطربين الذين يظهرون في مقاطع فيديو كليب منفلتة أو مشاهد ساخنة أو يحاربون الفضيلة.

لو ثبتت تبعية (حركة المقاومة الإلكترونية) لحركة الإخوان المسلمين من قريب أو بعيد، فعندها ـ في ظني ـ يصبح هذا الموقع من خلال تفاعله مع الوسط الفني «الذراع الفني» للحركة!! الغريب أن الإسلاميين الذين يشرفون على الموقع كانوا قد وضعوا عادل إمام في القائمة البيضاء على الرغم من أنه من أكثر الفنانين المصريين تحررا وأفلامه لا تخلو في الغالب من المشاهد الرومانسية الساخنة، السبب أن حركة اختراق نظمتها حركة الإخوان داخل بيت عادل إمام (عفوية أو مقصودة لا أدري!!) مع أنه أحد أكبر رموز التمثيل في مصر وأكثر الفنانين خصومة للإسلاميين، فبين عشية وضحاها صار عادل إمام ـ وهو الخصم الشرس للإخوان ـ جدا لأحفاد أحد كوادر الإخوان ورجل الأعمال نبيل مقبل الذي خرج من السجن مع زميله الرمز الإخواني عصام العريان، فقد اقترن ابنه أحمد مقبل بسارة ابنة عادل إمام الذي يسخر بإسلاميي مصر ويسميهم «طيور الظلام» كما هو اسم فيلمه المشهور، وإذا بأحد هذه الطيور المتهمة بالظلام يقع في شَرَكِ عادل إمام نفسه وتخطف ابنته في وضح النهار وبمباركته، يعني (هاكر) إخواني اخترق أحد معاقل الخصم، وسبحان مغيِّر الأحوال.

ظن القائمون على موقع (حركة المقاومة الإلكترونية) أن هذه الزيجة بين قيادي في الحركة الإسلامية وقيادي في الحركة الفنية ستكون فرصة (لأسلمة) عادل إمام، فجاملوه ووضعوه في القائمة البيضاء (للفنانين المحترمين!!) في حركة المقاومة الإلكترونية، إلا أنه بعد هذا الزواج اللافت قدم أعمالا فنية تعتبر، حسب تقدير هذه الحركة الالكترونية، معادية للأخلاق والقيم والفكرة الإسلامية فوضعت عادل إمام في القائمة السوداء حتى إشعار آخر.

يُقال ان زعيما عربيا في جولة له باحدى المدارس شاهد أحد الطلاب يدخل في كومبيوتره مآثر وأعمال وإنجازات الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، فخرجت النتيجة على شاشة الكومبيوتر «إمام عادل»، فطلب الرئيس من الطالب أن يدخل في الكومبيوتر معلومات عن «السيد الرئيس» فظهرت النتيجة على الشاشة «عادل إمام»!! هذه طرفة لن يتوقف الناس عن تداولها حتى يؤسلموا «عادل إمام» كما حاولت حركة المقاومة الإلكترونية الإسلامية، أو يتحول الرئيس فعلا إلى «إمام عادل».

[email protected]