ورطتي مع فتاة أمريكية

TT

كان يسترخي على السرير مع زوجته الأمريكية الجميلة النائمة «ساندي»، وكلما تقلبت على فراشها حسرت عن مفاتنها أكثر، لم يحتمل الطالب العربي المبتعث هذا المنظر الإغرائي المثير، فحاول إيقاظ زوجته، إلا أنها كانت غارقة في نومها كالمخمورة، فقرر صاحبنا أن إيقاظها سيزعجها فلا يضير أن يكمل مشواره الرومانسي بكل تفاصيله الحامية ولو كانت نائمة، فإن استيقظت شاركته متعة بقية المشوار، وإن واصلت نومها فستعتبره في النهاية حلما رومانسيا ساخنا جميلا، أحست «ساندي» بحركة زوجها ولمسات يديه فتململت وتبرمت وتأففت لكنه واصل، حاولت دفعه بعد أن اعتلى عليها، إلا أن فتوته كانت أقوى من نعومتها فقضى وطره ثم نام، وفي الصباح الباكر فزع من نومه على قرع شديد لباب شقته، ارتدى ملابسه على عجل وفتح الباب بسرعة وإذا بزوجته «ساندي» مع رجل أمن صارم الملامح مفتول العضلات يكاد يسد الأفق من طول قامته وعرض منكبيه، فأخذ يلوي ذراع صاحبنا المرعوب من خلاف، ويدفعه إلى الجدار بعنف ثم يكبل يديه بالأغلال وهو يتمتم بالعبارة القانونية الشهيرة «أنت تحت قبضة العدالة، ولك الحق أن تظل صامتا، وأن تتخذ محاميا يدافع عنك أمام القضاء»، مثل صاحبنا في المحكمة فأصدر القاضي حكمه على الطالب العربي بالسجن أربع سنوات، بتهمة اغتصاب زوجته، وغرامة مالية قدرها ثمانمائة ألف دولار!!

هذا السيناريو المرعب يمثل أحد هواجس كثير من المسؤولين والتربويين والأكاديميين العرب، الخليجيين منهم خاصة والسعوديين بصفة أخص، بحكم أن السعودية صارت تمثل الرقم واحدا في عدد طلابها إحصائيا بين الدول العربية الأخرى التي يدرس طلابها في أمريكا، إذ أن الجهل بأنظمة أمريكا وقوانينها وعاداتها أحد أسباب المشاكل التي يواجهها الطلاب العرب، والتي بسببها يتدمر تحصيل الطالب العلمي بل تتدمر حياته في بعض الأحايين إلى الأبد، وقد كان للزميل الدكتور عبد الرحمن الداود وكيل جامعة الإمام في الرياض، جهد مشكور في التنبيه إلى هذه الأنظمة والقوانين في كتاب جميل في محتواه، أنيق في إخراجه سماه «السفر للدراسة والحياة في الولايات المتحدة الأمريكية: أنظمة وإجراءات».

كويتب هذه السطور أيضا كانت له في هذا الشأن تجربة مزعجة مع فتاة أمريكية، عندما كان طالبا مبتعثا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، فذات مرة كنت أقود سيارتي بصحبة زوجتي في أحد أزقة مدينة فرزنو الزراعية الجميلة، وفجأة توقفت السيارة التي أمامي، فحاولت أن أتفادى الاصطدام بها، إلا أن سيارتي انزلقت قليلا فلمست مقدمة سيارتي مؤخرة السيارة لمسة ناعمة، ترجلت من سيارتي وترجلت من السيارة الأخرى فتاة أمريكية نظرت إلى مؤخرة سيارتها فلم تجد أثرا، سألتها هل كل شيء على ما يرام؟ فأومات برأسها وهي تبتسم: نعم، ولم أدرك سر ابتسامتها، إلا بعد أن قرع باب شقتي بعدها بأسبوعين من يرمي علي ورقة الاستدعاء للمحكمة بتهمة التسبب في آلام مبرحة في رقبة الفتاة وظهرها، وتلف كبير في السيارة والمطالبة بتعويض تجاوز الثلاثين ألف دولار، والذي تحملت أعباءه شركة التأمين بعد المفاوضة على تقليل تكلفته، ولو كانت لدي الخبرة بأسلوب بعض الأمريكيين في التعامل مع حوادث السيارات واستغلالها ماليا، لكان لي تصرف آخر.

التنبيهات والنصائح والتحذيرات لا تستهدف المبتعثين فقط، بل تشمل أيضا السياح والزوار، فمن منا مثلا فكر وهو يسافر إلى أمريكا أو احدى الدول الغربية، أنه ربما تعرض للمحاكمة والسجن بسبب برامج حاسوبية منسوخة بطريقة غير قانونية في كمبيوتره المحمول، وهو لا يدري، مثل الويندوز وبرامج الحماية من الفيروسات وغيرها التي تنسخ وتروج بغير ضوابط في الدول النامية النايمة؟ بل قد يتعرض أي شخص للمساءلة القانونية لو وجدوا معه روابط لمواقع محظورة أخلاقيا كالصور الجنسية لأحداث تقل أعمارهم عن السن القانونية، أو محظورة أيديولوجيا كالمواقع الإرهابية أو الجهادية حتى ولو للاطلاع فقط، كما أشار إلى ذلك «الملتقى السعودي» موقع الطلبة السعوديين في أمريكا على الانترنت. كونوا في غاية الحذر وأنتم تزورون الدول الغربية.

[email protected]