رغم انشغالهم بقضايا كبرى فإن لهم هوايات أخرى تلح عليهم أن تظهر، وقد برزت الهوايات متأخرة جدا.. أي ان هذه الهوايات انتظرت حتى صارت لهم مصداقية واحترام عند الناس، فإذا ظهرت الهوايات وجدت عيونا ترى أبعد وآذانا تسمع أعمق..
قرأنا أن الزعيم بوتن قد ألف كتابا عن رياضة الجودو التي برز فيها، وما فعله في السياسة هو استمرار لذلك، فقد خلف على عرش روسيا الزعيم يلتسين وواجه الخصوم واحدا واحدا وبذكائه أطفأ الدنيا حولهم فأخفاهم وأخافهم، وانفرد بالشمس والعرش..
المستشار الألماني هلموت كول كان ضخم الجثة ولا يجد حرجاً في أن يخرج الحلوى والشيكولاته من جيبه، وإذا ضحك الناس قال: أنا اعرف أن هذه الحلوى هي المصدر الأول للسمنة، ولكن لا يهمنى فالشعب الألماني لم يخترني بالوزن، اختار عقلي وأنا اخترت جسمي!
وقد ألف هو وزوجته كتاباً عن المطبخ الألماني وأحسن الأطعمة وتاريخها، وباع الكتاب وكسب هو وزوجته مئات الألوف!
ورئيس إسرائيل الحالي شمعون بيريز ظهر له ديوان من الأغنيات الشعبية والوطنية، وسوف تصدر في البوم غنائي، ولو كان أصدر هذا الألبوم من عشرين عاما أو من ثلاثين لرفضه الناس، فهم لا يريدون شاعرا وإنما يريدون زعيما وقائدا.
وحاول عبد الناصر أن يكتب رواية وأجريت مسابقات على إكمالها.. وكانت ركيكة الأسلوب والفكرة..
وأصدر السادات عددا من الكتب أهمها كتابه «البحث عن الذات».. أما الكتاب الذي ساعدته في تأليفه فعن «السلام» وقد أهداه إلى المستشار الألماني هيلموت شميت الذي ولد في نفس السنة التي ولد فيها عبد الناصر والسادات: سنة 1918، هذا الكتاب لم ير النور وأظنه لن يراه، فقد ضاع بين أوراق الرئيس!