مغنية.. أسئلة لم تطرح!

TT

أتابع تعامل وسائل الإعلام العربية، وخصوصا اللبنانية، مع اغتيال عماد مغنية، أحد أهم قياديي حزب الله اللبناني، في دمشق، وكلي حيرة. هناك الكثير من الأسئلة التي تم تجنب طرحها، وجزء كبير من تاريخ مغنية تم إسقاطه، واختصر الزمن ليسبغ على مغنية لقب الشهيد!

ما الذي كان يفعله مغنية في سورية وهو الرجل الخطر، والملطخة يداه ليس بدماء الأميركيين والإسرائيليين وحسب، بل والعرب، من قبل. فهو من وقف، من دون جدل، خلف اختطاف طائرة «الجابرية» الكويتية، وهو من وقف خلف محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الصباح، رحمه الله، كما تورط في الأحداث التي وقعت في السعودية فترة الحرب العراقية ـ الإيرانية، وهو مهندس علاقات طهران بإيواء القاعدة بعد سقوط افغانستان، وهو رجل مطلوب في قرابة اثنتين وأربعين دولة حول العالم.

كيف بعد كل ذلك يجد له ملجأ آمنا في دمشق، متنقلا بين سورية وإيران؟ وكيف يكون على علاقة مع خالد مشعل زعيم حماس، والأدهى أن حماس تنعاه وتصفه بالبطل، وقبل حماس لا ننسى نعياً جاءه من البحرين.. نعم البحرين، حيث نعته جماعة الوفاق؟ رجل درب مقاتلين في العراق، ضحاياهم العراق، وأبناؤه، في معركة أججت الطائفية في بلاد الرافدين.

أسئلة مستحقة، خصوصا أن السوريين، وأعوانهم في لبنان، دائما ما يقولون إن حزب الله مستقل عن دمشق، وسورية تقول إن لا دخل لها بالمعارضة ورجالها في لبنان. وعندما أقول مستحقة لأنه بات من الواضح أن البعض قرر في لبنان اتباع أسلوب «دبلوماسية الاغتيالات» لتسجيل مواقف، وما زلت لا أفهم تصريحات السيد السنيورة، والحريري، بعد اغتيال مغنية.

عندما تابعت بعض تلك التغطية الإعلامية كان أول ما تبادر إلى ذهني السؤال: أي نموذج نريد لشبابنا، وقضايانا المستحقة؟ وماذا لو قرر بن لادن مثلا تسخير ما تبقى له من عمر في محاربة الاسرائيليين، فهل يعني هذا انه ويل لمن يذكر ويذكر بجرائمه وفظائعه التي ارتكبها. فهل محاربة الإسرائيليين تغني وتجب؟ أطلق صدام حسين صاروخا من صفيح على إسرائيل، ولا يزال البعض يذكرها له في سجل بطولاته الزائفة، من دون النظر إلى فداحة النتائج التي خلفها صدام على العراق، وأهله.

السؤال المحيّر والمستحق، ما الذي كان يفعله مغنية في سورية، وتحت حماية من، وكيف قتل بهذه السهولة، وفي وقت متأخر، وفي منطقة حساسة أمنيا ؟ ومن كان يجتمع معه تلك الليلة، وما الذي كان يربط بينه وبين حماس؟ الإجابة على هذه الاسئلة وغيرها تفك ألغازا آنية كثيرة، لها ضحايا في كل من لبنان، والعراق، والأردن، والسعودية.

[email protected]