حرص المعلم على غزة!

TT

وجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم سؤالا لمن يربط مشاركته بالقمة العربية في دمشق بمسألة انتخاب رئيس للبنان بالقول: «ماذا عن المحرقة التي وعدت بها غزة؟ وماذا عن المجزرة التي تدور في غزة؟ أليست هذه أخطر؟». ويقول المعلم إن قضية غزة ستكون الأولى على أجندة القمة العربية المقبلة في دمشق.

والسؤال، إذا كانت دمشق حريصة على ما يحدث في غزة اليوم، فلماذا الانتظار إلى آخر شهر مارس، وحينها يكون العدوان الإسرائيلي قد أجهز على الأبرياء في غزة، من النساء والأطفال؟

لماذا لا يدعى إلى قمة عربية طارئة، وفورية، في مقر الجامعة العربية في القاهرة، على مستوى القادة العرب، لمناقشة العدوان الإسرائيلي والمجازر البشعة التي ترتكب بحق الأبرياء في غزة، بدلا من الانتظار عشرين يوما أخرى، والعزل في غزة يواجهون جحيم الآلة العسكرية الإسرائيلية؟

ولتكون القمة العربية الطارئة مفيدة، فلا بد من أن تطرح فيها الملفات بشكل كامل، وواضح وصريح. لا بد من إدانة العدوان الإسرائيلي، وتفعيل لجنة عربية للتعامل مع هذه الجريمة دوليا.

ولا بد من مساءلة سورية وإيران عن جدية، وفعالية، ما يفعله حلفاؤهم في حماس، المقيمون منهم في دمشق، والمختبئون في خنادقهم في غزة، فهل إطلاق الصواريخ أدى إلى نتائج تساعد الفلسطينيين العزل، أم أنهم تركوا وحدهم يواجهون القتل والدمار بينما لاذ قادة حماس بالفرار إلى مخابئ آمنة بحجة أن الحرب مع إسرائيل في غزة «تدار بالعقول» كما يقول المقربون من حماس؟

وهل دعم طهران ودمشق للانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني قد أثمر نتائج مفيدة للقضية الفلسطينية، أم أنه استمرار لمسلسل التقسيم الذي بدأ يعصف بالمنطقة العربية كلها ببركة التحالف السوري ـ الإيراني، وتوزيع الأدوار بينهما، من لبنان حزب الله، وعراق الميليشيات، واستهداف الصحوة المحاربة لـ«القاعدة» في العراق، ودعم الحوثيين في اليمن، وغيره من تدخل في الشؤون العربية؟

كما لا بد من مساءلة سورية وإيران، في القمة العربية الطارئة التي يفترض أن تعقد في القاهرة في حال ما كان السيد وليد المعلم حريصا على غزة، كيف أصبح موقف دمشق العروبة وطهران، مطابقا للموقف الأميركي المبارك للعدوان التركي، وتوغل القوات التركية في شمال العراق، خصوصا أن العراق بلد عربي، وعضو في الجامعة العربية؟

إذا كان المعلم حريصا فعلا على غزة، وما يحدث فيها من كوارث، ومقتنعا بضرورة القمة العربية، فيجب أن تلتئم القمة بشكل طارئ وفوري في القاهرة، بدلا من الانتظار إلى آخر الشهر، أو حتى آخر قطرة دم طفل فلسطيني، وحينها يكون الانتظار جريمة بحق الفلسطينيين، وهذه هي الأسئلة، والملفات التي يجب أن تطرح على القمة الطارئة، بدلا من قرارات الشجب والاستنكار التي لا تغني ولا تسمن من جوع!

أما إذا كان هدف وليد المعلم هو تسجيل مواقف، فقط، فهذه تعودنا عليها، ولا تغني ولا تسمن من جوع أيضاً!

    

[email protected]