هل يتوجب على هيلاري أن توقف حملتها؟

TT

قد لا تدرك هيلاري كلينتون بعد أنها تواجه أسوأ أسبوع في حملتها الانتخابية. فأولا تمكن باراك أوباما من تجاوز قضية القس جرميا رايت، من دون وقوع ضرر جاد لفرص اختياره مرشحا للحزب الديمقراطي. وما زال أوباما متقدما قليلا بين الديمقراطيين حسب استطلاع غالوب، مثلما كان موقعه قبل بروز هذه القضية واختفائها.

ثانيا، تمكن محامو أوباما من منع إعادة التصويت في فلوريدا ومشيغان. وهذا يعني أنه سيكون مستحيلا على كلينتون أن تتقدم عليه بين المندوبين المنتخبين أو في عدد الأصوات في الانتخابات الأولية.

ثالثا، ومثلما كتب نعوم شايبر في صحيفة نيو ريبوبليك، إن المندوبين الكبار وافقوا على حكم نانسي بيلوسي، القائل بأن المتقدم في عدد المندوبين المنتخبين أو بأصوات الانتخابات الأولية يجب أن يتم اختياره. كذلك فإن المندوبين الكبار بدأوا يتخلون عن كلينتون، وتقلص تقدمها بينهم إلى حوالي 60 خلال الشهر الماضي، حسبما قال زنيلمان في موقع Politico.com.

باختصار، تستمر فرص ترشيح هيلاري كلينتون بالتقلص والباب يُغلق، لكن النهاية ليست قريبة. وفي الأسبوع الماضي تحدث مستشار مهم لكلينتون مع جيم فاندهي ومايك ألن من صحيفة بوليتكو أيضا حيث قال إن لكلينتون حظا بالترشيح يساوي 10%. لكن هذه النسبة الآن ربما هبطت إلى 5%.

من أجل احتمال الفوز بالترشيح الذي لا يزيد عن 5% سيكون هذا الربيع الأكثر مرارة. فهناك خمسة من أنصار كلينتون وأوباما يقولون الآن إنهم لن يصوتوا للمرشح الآخر في الانتخابات العامة. في الوقت نفسه تزايد التأييد للمرشح الجمهوري جون ماكين بـ 11 نقطة. وهو الآن يحظى برؤية إيجابية تصل إلى 67% بين الأميركيين. وكان ماكين قبل شهر أقل حظوة من أوباما بين المستقلين بنسبة رقمين بشكل عام. والآن يتقدم ماكين بين هذه الفئة من الناخبين.

وبالتأكيد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ستلحق هيلاري كلينتون على الأكثر ضررا أكبر بأوباما أمام ماكين من دون أن تفيد نفسها في مواجهته.

لماذا تستمر في هذا المشوار؟ هل أن كلينتون مقتنعة في داخلها أن أوباما غير جدير وأنها هي وحدها القادرة على تنفيذ سياسات يقف كلاهما معها؟ هل هي أنانية وراغبة بوضع حزبها داخل مأزق من أجل حظوظها الضئيلة.

الجواب الأفضل هو أن تصرفها هذا هو امتداد منطقي لحياتها السياسية ككل. فلعشرين عاما ظلت تضع نفسها وسط جهاز من المشاهير السياسيين. انظروا إلى جدول أعمالها كسيدة أولى. فكروا في آلاف المناسبات الاستعراضية ولعشرات الآلاف من المرات التي تظهر أنها فرحة بلقاء شخص لم تعرفه. ومئات الآلاف من المرات التي رددت كليشيهات فارغة ونصائح تافهة. وملايين الصور التي تظهرها شخصا حازما ومليارات أنصاف الحقائق التي تدور حولها.

إذا بادرت هي بإيقاف حملتها فإنها ستفاجئ الجميع بتقديم نفسها كشخص يضحي من أجل حزبه.

وإذا لم تقم بذلك فإنها ستظل تقاتل هادمة معها أكبر عدد ممكن من الحلفاء.

* خدمة «نيويورك تايمز»