واحد لا ينام: فليضرب دماغه في الحائط (2 ـ 4)

TT

«السوبر ماركت» في أبوظبي ودبي مختلفة تماماً عن كل ما عرفناه في مصر وحتى في الدول الأوروبية، إنها أكبر وأوسع و«أشيك» ـ فالبلاد واسعة والشوارع والبيوت، ومن حسن حظي أنهم أنزلوني في فندق الملوك والرؤساء.. وبعد لحظات، رجوتهم أن ينقلوني إلى أيِّ فندقٍ آخر، والسبب أنني أحتاج إلى مسافات طويلة جداً داخل الفندق لكي أصل إلى المصعد، والطريق إليه جميل فخم والنافورات ترش ماءها في الجو فتجعله ألطفَ ـ وأراه أبردَ ـ ولا قدرةَ لي على هذا البرد وهذا المشوار. ومن المصعد أمامي كيلومتر آخر إلى مدخل الفندق وكيلو آخر إلى المطعم ـ كل هذه المسافات الأنيقة الفخمة الجميلة، أقطعها ثلاث أو أربع مرات يومياً.

وفي داخل الغرفة كل شيء مختلف: الإضاءة درجات، التكييف درجات، والجاكوزي حكايات، وفتح النور وإغلاقه وكذلك التلفزيون لا بد أن تبحث عن كتاب يشرح ويوضح لك..

وقيل لي إن الغرفة الواحدة تكلفت مليوناً من الدراهم.. ولا أعرف كم يتكلف الجناح الرئاسي والجناح الملكي والجناح الإمبراطوري.

أما الحدائق والنافورات خارج الفندق فمن آيات المعمار والذوق، واقترحت أن يزودوا كل الضيوف بعربات صغيرة، كالتي يستخدمها لاعبو الغولف، أو يوضع الضيوف في مدافع يطلقونها الكترونيا إلى الغرف.

وظللت الليل كله بمساعدة رجال السياحة في البحث عن مكان، فكل الفنادق امتلأت. وفي اليوم التالي وجدنا مكانا في فندق «شانجري ـ لا» الفندق جميل، ولا تضايقني إلا المواعيد الصارمة للإفطار والغداء والعشاء. وأحمد الله أنني أفطر في الرابعة صباحاً ولا أتناول العشاءَ، والمشكلة هي في الغداء، فمن الصعب أن أصل في الموعد والأماكن كلها بعيدة.

ولا أستطيع أن أجعل الأجهزة الالكترونية تعمل كما أحبّ وفي الوقت الذي أريده، فأنا لكي أنام ـ إن نمت ـ فلا بد من مصدرٍ ضوئي يجيء من الخارج أو الداخل، أما الخارج فسهل، أما الداخل فهو المستحيل.