إنها إحدى هواياتي القديمة!

TT

الصدفة أو هي رغبة قوية خفية جعلتني أتسلل إلى ثلاثة عروض للأزياء. أولها كان منذ شهر في أبوظبي. أول الأمر كنت أنظر إلى غير الفساتين.. وبعد دقائق إلى الفساتين ثم إلى الأحذية بلا كعب. حمراء اللون. لم تعجبني. وأستبعد أن ترتديها سيدة إلا إذا كان الفستان قصيرا فوق الركبة. فالمرأة تكره الأحذية بلا كعب. وتكره أيضا أن يتوقف ذيل الفستان على الركبة أو تحتها بقليل. فمن خمسين عاما ابتدعت مصممة الأزياء البريطانية ماري كوانت: الميني والميكرو.. وكان كريستيان ديور قد خرج على الناس في الخمسينيات بموضة (نيو لوك). وقد هبط الذيل من فوق الركبة إلى ما تحتها.. حتى الكعبين.

وفجأة عاد الذيل إلى تحت تحت. بدأ في لندن وانتقل إلى نيويورك ثم روما. فالذيل القصير يناسب الفتيات والسيقان البديعة. والطويل يناسب الأمهات. ولا علاقة لارتفاع الذيل وانخفاضه بالأخلاق، أو بالاحتشام. إنها الموضة. ومنطق الموضة لا علاقة له إلا بالتغيير.. فهو من صنع وخيال مصممي الأزياء.. ومع طول الفستان ظهر البوت الطويل مع أن منطق الموضة العجيب كان يجعل البوت مرافقا للسيقان العارية. وإذا هبط الذيل ارتفع خط الرقبة. وإذا هبط خط الرقبة ارتفع خط الذيل. وإذا طالت الأكمام قصر الذيل. وإذا طال الذيل انعدمت الأكمام. ثم عادت إلى خط الرقبة موضة (سابرينا) أي خط الرقبة المستقيم.

أما الألوان فلا يزال الأسود سيد الألوان. ويمكن ارتداء الأسود في كل المناسبات. أما بقية الألوان فحائرة بين الرمادي الفاتح والغامق والفضي مع مساحة من لون آخر.. أصفر.. أو أخضر.. أو بقعة حمراء.

ولكن تسريحات الشعر ليست جميلة. أما رأيي ورأيك فلا قيمة لهما. إنما القيمة كلها للموضة.. فهي طاغية تفرض نفسها. أرادت المرأة أو لم ترد!

هل نسيت أنا لبنان الحزين؟ هل نسيت فلسطين ودارفور والعراق والصرب ومدام ساركوزي بسبب الكلام عن الموضة. لم أنس. ولكن ليست كلها على البال كل الوقت. ولا من الضروري أن تكون كذلك.