الحل وفقا لديفيد غروسمان

TT

يتحدث ديفيد غروسمان، الروائي الاسرائيلي الذي رفض مصافحة ايهود أولمرت في ذكرى اسحق رابين، إلى الصحافي الاميركي جفري غولدبرغ، الذي يعرف نفسه بأنه صهيوني سابق تطوع للقتال في الجيش الاسرائيلي في الثمانينات، عندما سأله ضابط فرقته: «ما الذي يحملك إلى الموت هنا؟ هل نتبادل المواقع، فاتزوج انا ابنة طبيب اميركي وتقضي انت بقية حياتك في الخوف؟».

يقول غروسمان لغولدبرغ: «ثمة فكرة مرعبة تحوّم فوقنا باستمرار. فكرة الخوف من زوال اسرائيل. انها حاضرة في أذهاننا دوماً لكننا نطردها بعنف. وعندما تنفذ إلى ضمائرنا تصيبنا بالشلل. انت تدرك ما اعني عندما تقارن بين الأرقام: كم نحن قلائل وكم هم كثيرون وكم عدائية هي المنطقة، وإلى إي مدى لم نُقبل فيها. انظر إلى التعصب. عند كل مفترق يختار الجانبان دوماً الرّد الأكثر عنفا. انظر إلى بعض الغرب والديانات الأخرى وكيف انها في الواقع لم تتقبل ابدا فكرة اسرائيل. ان ذلك يعني الكثير بالنسبة إلى واقعنا وإلى الحالة التي نحن فيها. بعد 60 عاماً من السيادة لم نحقق إقامة الدولة، الدولة الشرعية. ونحن نفتقر إلى الثقة بوجودنا نفسه. بل الحقيقة اننا لا نؤمن بهذا الوجود».

لم يعد ديفيد غروسمان فردا في اسرائيل بقدر ما أصبح تياراً يتعدى شهرته الأدبية وقضيته الشخصية، عندما فقد ولده يوري في حرب تموز 2006، لذلك خاطب أولمرت قائلا: «انني لا اقول هذا الكلام بدافع الحزن او الانتقام ـ لقد انتظرت طويلاً لكي لا يقال ان حزني هو الذي يتكلم. انك لا تستطيع ان تهمل كلامي بالقول انه لا يمكن الاهتمام بكلام رجل محزون. طبعا انا حزين. لكن الذي اشعر به، ابعد من الغضب، هو الألم. ان هذا البلد يؤلمني. وما تفعله انت واصدقاؤك له يزيدني ألماً». ثم توقف وناشده التحاور الحقيقي مع الفلسطينيين: «اذهب إلى المعتدلين فيهم، أولئك الذين مثلك ومثلي يعارضون اساليب حماس. خاطب حزنهم العميق وجراحهم واعترف بمعاناتهم المستمرة. ان هذا لن يقلل من حجمك او حجم اسرائيل في أي مفاوضات مقبلة، لكن قلوب الناس سوف تنفتح شيئاً فشيئاً لبعضها البعض وهذه البداية يمكن ان تشكل قوة كبرى».

كان غروسمان واحداً من ثلاثة كتاب اسرائيليين عقدوا مؤتمرا صحافياً في اليوم التالي للهجوم على لبنان، ليطلبوا وقف النار فورا. الآخران كانا عاموس اوز وأ. ب. يهوغوا. الثلاثة يخشون ان تفضي الحالة الحربية إلى نهاية اسرائيل.