يا ستار

TT

ما الذي أوصل الأسرة إلى هذا الحد من التوتر؟.. عنف متبادل بين الأفراد، شكوك، أطفال يقتلون، دور حماية من جراء العنف الأسري، ومعرض تقنية في العاصمة السعودية الرياض يعرض تقنيات متقدمة متخصصة في التنصت والمراقبة..

يا ستار يا الله..

ماذا حصل للأسر التي كانت لقبل سنوات هادئة، هانئة، راضية، سعيدة؟! أي إعصار اجتاحها؟! وأي زلزال هز كيانها؟!

تقول أخبار الصحف في تغطيتها لفعاليات معرض جيتكس الذي أقيم في الرياض قبل أيام: «إن سيدات العاصمة يقبلن على شراء أجهزة تنصت متطورة لمراقبة الأزواج»، ويؤكد مسؤول في جناح إحدى شركات المعرض أن عددا كبيرا من السيدات اشترين أجهزة ذات إمكانية عالية في التقاط الأصوات عن بعد 600 متر.. ونحن نتساءل: لماذا؟! ومن سيكفل خصوصية الأفراد وحمايتهم من تطفل الآخرين؟!

ولنترك التنصت والتجسس والمراقبة التي فرضها عدم الثقة بين الأزواج رغم آلامها وخطورتها، ونتأمل خبرا آخر نشرته صحيفة سعودية الجمعة الماضية بعنوان: «سعوديون يلجأون إلى دار الحماية بسبب العنف الأسري»، فهذا العنف الذي أحدثه الرجل في ظل هيمنة الثقافة الذكورية يرتد اليوم في وجهه، فالعنف يولد عنفا مضادا، وها هي المرأة تثأر لنفسها وتوصل «سي السيد» إلى دار الحماية..

ولنقف قليلا عند أخبار المحاكمات التي يتعرض لها آباء وزوجات آباء بسبب اعتداءات على أطفال أبرياء بلغت حد الموت.. فماذا بعد أن يقتل الأب ابنته؟!.. ماذا بعد؟!

ولا شيء يؤلمني أيضا أكثر من أخبار هروب الفتيات، فأعداد الهاربات قفزت إلى خانة الآلاف.. وكل أدوات الاستفهام لا تكفي لإرضاء نزعة التساؤل في دواخلنا جميعا لمعرفة الأسباب، وفي يقيني ليست الفتاة الهاربة وحدها التي يجب أن توضع في قفص الاتهام، فثمة آباء وأمهات وإخوة ينبغي أن تتجه إليهم أيضا مؤشرات البوصلة..

لماذا وصلنا إلى هذا الحد؟

وما الذي أوصلنا؟

وكيف؟

في جامعاتنا المئات من الأساتذة المختصين في علم النفس والاجتماع والتربية، ينشغل الكثير منهم في تحليل أسباب هبوط البورصة، وشعبية الأندية الرياضية، وشاعر المليون، والأسرة تغرق في أتون الشك والعنف والتفكك..

فاللهم استرنا بسترك الجميل.

[email protected]