حكاية الفرعون صاحب الذوق الرفيع!

TT

كانت الشمس تغرب. وخرجت مني آهة طويلة.. ولم يكن الغروب هو الذي أوجعني فكل شيء حولي يغرب، وغدا تشرق الشمس ولا أحد يعرف متى لا يكون شروق وغروب. وليس هذا هو السبب الذي شطرني وأحزن بعضي على بعضي، وإنما مشهد بديع في النيل: زورق به أربع فتيات في نصف ملابسهن يجدفن.. وجلس في مؤخرة الزورق شاب سعيد لكل ذلك.

وتذكرت قصة شعبية أيام الملك خوفو. أي من أربعين قرناً. فقد طلب الملك من أولاده أن يحكوا له قصة للترفيه عنه. فاختار أحدهم قصة الساحر «زازا».. تقول القصة إن الملك شعر بالإرهاق في إحدى الليالي فاستدعى كبير السحرة وطلب إليه أن يجد له حلاً. فأتى الساحر بعشرين حسناء وأعطى كل واحدة منهن مجدافاً من الأبنوس المطعم بالذهب. وأشار إلى أحد الزوارق في النيل. ونزلت الحسناوات ومن ورائهن الملك. وبدأن في التجديف والغناء فنام الملك. وبعد ساعة صحا الملك فوجد الفتيات يبكين فقد سقط سوار إحداهن في النيل وتوقفن عن التجديف وتساءل الملك: ما الحل؟ فقيل له إن الساحر «زازا» هو القادر على الحل. فجاء الساحر وضرب النيل بعصاه. فانشطر النيل وفي القاع ظهر السوار ومد الساحر يده وأخرج السوار واستأنفت الحسناوات التجديف واستأنف الملك النوم!

ويقال في رواية أخرى إن الملك رأى في نومه هذا المشهد الجميل فطلب إلى الساحر أن يحقق له هذا الحلم، وتحقق الحلم. وفي رواية ثالثة أن الساحر أخذ الزورق فقفزت موجات النيل إليه وتحولت إلى حسناوات.

ولم أكن أحلم. فالذي رأيته عرفه الفراعنة من أربعة آلاف سنة، فلم يكن الملك خوفو حاكماً عظيماً فقط وإنما كان فناناً. من أجل ذلك كان هذا العدد الكبير من السحرة يجعلون أحلامه واقعاً جميلاً!