كذب × كذب × كذب (2 ـ 3)

TT

حالنا كما ترى ونأسف ونحزن على ما نحن فيه. فما الحل؟ أي ما الحل الذي نراه نحن وليس الذي نتسوله من أمريكا ومن إسرائيل. والموقف صعب ومعقد.

ماذا نعمل؟ إن كانت الخطب والمؤتمرات والهمس واللمز فما أكثرها وما أسهلها أيضاً. وإن كان الرفض والشجب ومزيد من التمزق والتشرذم وضرب أنفسنا بالكرابيج وبالجزم والمظاهرات وإحراق الأعلام وعجلات السيارات ومزيد من الجوع والعطش واليتامى والأيامى، فليس أسهل من ذلك. وقد برعنا في هذه الفنون السوداء. ورضينا بهذه القدرة الفائقة على الحزن والليالي السوداء والعويل في كل مناسبة! ثم ماذا بعد؟

بعض مسؤولينا يبكون في الملابس الأنيقة والكرافتات الفخمة وفي كل صورهم يضحكون. وتندهش ما الذي يضحكهم في هذه المآتم والجنازات.. هل شر البلية ما يضحك ولذلك يضحكون؟ ولكن على من وممن وإلى متى. وإذا لم يساعد الفلسطينيون أنفسهم فمن يساعدهم؟. ومن الذي يهمه أمرهم؟ صدقوني لا أحد.. وصدقوني أن إسرائيل ليست حريصة على السلام.. ولا على الصلح والوفاق والتهدئة.. إنها كسبت.

ثم إن الشعب الفلسطيني في كل يوم مزيد من الخسارة. فقد خسر نفسه وقطع ذراعه بذراعه وكسر رأسه برأسه. وشطر وطنه نصفين.. وكذلك الشعب هنا وهناك. لقد كسبت إسرائيل وخسر الفلسطينيون أرضهم وعرضهم وأنفسهم. ثم يتحدثون عن الحرية والاستقلال ووحدة المصير والتراب. كذب في غزة وكذب في الضفة وكذب في كل العواصم العربية!