يكتبون واقفين ونائمين!

TT

لأسباب مختلفة اعتاد عدد كبير من كبار الكتاب أن يكتبوا واقفين أو شبه جالسين أو نائمين..

وكان الأديب الأمريكي همنجواي يكتب واقفاً. وقد رأيت المنضدة العالية التي كان يقف أمامها ويكتب في بيته في مدينة هافانا عاصمة كوبا. وعلى هذه المنضدة عشرات الأقلام الرصاص وتحتها عشرات الأحذية. كان الكاتب يضع قدميه فيها ويغيرها وهو واقف أيضاً. والسبب أنه أصيب في عموده الفقري في إحدى رحلاته الأفريقية..

وكذلك دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا.

والرئيس الأمريكي جيفرسون.

والأديب الروسي نابوكوف.

والشاعر الألماني جيته. وقد رأيت بيته في مدينة فرانكفورت على نهر السين.

والناقد الفني الكبير كينث كلارك وشيخ المؤرخين عبد الرحمن الجبرتي. ويقال الشاعر البحتري أيضاً.

أما أستاذنا عباس العقاد فكان يكتب جالساً إلى جوار المكتب. فقد كان مكتبه صغيراً ولم يكن في استطاعته أن يدخل تحته ـ أي يدخل ساقيه الطويلتين تحت المكتب. فكان يجلس إلى جواره ويميل بجسمه إليه أو عليه وربما كان ذلك سبباً في أوجاع الأستاذ في ظهره وفي جنبيه ويقال كان سبباً في آلام مصرانه الغليظ الذي مات به..

وقد رأيت أستاذنا المستشرق الألماني باول كراوس يحمل حقيبتين امتلأتا بالكتب. وهذه الكتب كافية لأن تنقض ظهره. وقد حدث. ولذلك كان ينشر الكتب على الأرض ويقف فوقها يكتب. وأحياناً ينكفئ على الأرض ويكتب فوقها..

أما الشاعر الرومانسي والتر سكوت فكان ينبطح على الأرض ويكتب مشدود الظهر..

وكان الأديب المصري يوسف السباعي ينام على الأرض بسبب أوجاع في عموده الفقري. وكان يشرع في الكتابة واقفاً وأحياناً نائماً على الأرض.. وكان الشاعر الرقيق كامل الشناوي لا يكتب واقفاً ولا نائماً وإنما جالساً.. بأن يضع الورق على ركبتيه ويكتب في الضوضاء وكانت الضوضاء شرطاً لأن تستغرقه الكتابة!