مائدة الله فيها كل الفيتامينات!

TT

العلم الحديث يدعوك إلى مائدة الله ـ أي إلى الطبيعة، إلى الحقول والحدائق، فتأكل النباتات الطازجة والفواكه من فوق الشجر.. لماذا؟ فقد أدى تحويل هذه الثمرات إلى مساحيق أو حبوب أو أقراص إلى حرمانها من الفيتامينات، أي حرمانك أنت. فهذه الخيرات عندما نعالجها كيماوياً فإننا نجعلها أصغر حجما وأسهل تناولا..

وفي نفس الوقت نضيف إليها مواد كيماوية، هذه المواد الكيماوية هي التي اختلف حولها العلماء ـ اختلفوا في مدى ضررها بالإنسان..

وأهم ما حذفته الكيمياء من هذه الثمرات هو: الألياف، هذه الألياف مفيدة للمعدة والأمعاء.. ولذلك عاد الأطباء يصطنعون هذه الألياف ويضيفونها إلى الطعام لتساعد المعدة على الهضم وعلى حركة الأمعاء أيضاً، ولذلك تجد في الصيدليات الأوروبية والأمريكية يبيعون أكياس «الردة» أي ألياف القمح والشعير والذرة. ويبيعون أيضاً أليافا صناعية.. ولا شيء أنقذ شعوب العالم الثالث من الموت جوعاً، إلا أنهم يتعرضون للشمس والهواء النقي وإلا أنهم يأكلون خيرات الطبيعة بما فيها من قشور وألياف ـ مثل الفول والقصب والفجل والبصل في ريف مصر.. هذا إن كان الفلاحون عندنا يرتضون مثل هذا الطعام بديلا عن المعلبات!!

وقد حكى لنا المؤرخ الإغريقي هيرودوت قصة عن جنون الملك قمبيز الذي قتل أخته والتي هي زوجته أيضاً.

يقول هيرودوت إن قمبيز سأل أخته يوماً: أيهما تفضلين الخس بأوراقه أو الخس من غير أوراقه؟ فقالت: بأوراقه طبعاً. وكان رده: بل من غير أوراقه أجمل!

فكان ردها: هذا ما فعلته مع أخيك الذي قتلته!

فقد رأى قمبيز في نومه أن أخاه سوف يستولي على العرش فاستدرجه إلى مكان بعيد وقتله..

ولو كان الأمر بيد العلماء وكان قمبيز لا يزال حياً، لقرروا قتله لأنه جرد الخس من أوراقه وحرم هذه الأوراق على ملايين الناس، فجردهم من الصحة والعافية!

فكل ما تحاول تقشيره من الخضروات والفواكه هو اختصار للفيتامينات، ونحن عندما نقول إنه طعام لذيذ تأكل أصابعك وراءه فليس لأنه لذيذ، ولكن لأنه ناقص فيتامينات ولذلك يجب أن تكمل طعامك بالتهام أصابعك!