نحن نحمي الحب بالسلام!

TT

سوف تبقى مصر دائماً قلعة للحضارة والإسلام كانت وستظل والتاريخ يحكم بيننا وليس في ذلك امتنان على أحد وإنما هي الحقيقة.. فلو قال السعوديون: إننا قبلة كل المسلمين في العالم.. ولا يوجد مسلم لا يتجه إلى مكة خمس مرات في اليوم ولا يستطيع إلا أن يفعل ذلك..

إن أحداً لا يشك لحظة في ذلك. فهذا ركن من أركان الإسلام. أن نصلي وأن نتجه في صلاتنا إلى مكة. والسعوديون عندما يقولون ذلك لا يمنون على أحد بأن الله قد أرسل محمداً عليه الصلاة والسلام من أرضهم إلى كل الناس. فهذا شرف لا دخل لهم فيه.. وهذا شرف لم يؤته أحد من قبل..

ولكن كما تنزل الأمطار على الجبال فلا تحتفظ بها الجبال وإنما تتجه إلى الوديان والأنهار.. فإن الإسلام العظيم نزل على قريش في الجزيرة العربية واتجه منها إلى بلاد أخرى حيث أقيمت معاهد وجامعات ومساجد.. وحيث العلماء والباحثون.. وفي مقدمة قلاع الحضارة الإسلامية: مصر.. ولا فضل لنا ـ نحن مصرـ في ذلك فهناك عوامل كثيرة أدت إلى ذلك.. وفي جامعات مصر شعوب عربية وإسلامية. ففيها من كل أبناء العرب وفيها مسلمون من غير البلاد العربية جاءوا يطلبون المزيد من النور والإيمان.. وقد اعتادت مصر على ذلك من مئات السنين.

ولذلك فالعقلية المصرية بتكوينها التاريخي عقلية عالمية. وذوقها دولي ومشاكلها أيضاً.

ولو ذهب أحد إلى الجامعات المصرية أو إلى جامعة الأزهر الشريف أو إلى مدينة البعوث أو دور الوافدين لوجد القارات الخمس في مصر.. اللغات مختلفة والألوان والأذواق والطبقات ولكن شيئاً واحداً يجمع بينها: طلب العلم من الموارد النقية له أو البحث عن مزيد من المصابيح تضيء الطريق إلى الله.. ولذلك كانت مصر وسوف تبقى قلعة للدفاع عن العلم والإيمان والسلام. تراثها العلمي ودينها وكل القيم الأخلاقية وسلامها مع جيرانها وسلامها العالمي.. فمصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي هي أفرو آسيوية. جزء منها في شمال أفريقيا وجزء منها في آسيا. فنحن جميعاً خليط من البيض والسمر.. وليس اللون مشكلة في مصر ولا الدين ولا المذهب الديني..إنه التسامح العام.. الذي هو وليد الحب والسلام.