كتابات للصيف سماه المحيط الهادي

TT

ذهب «المستكشفون» في كل اتجاه يطلبون الثروات والمستعمرات. والبرتغال الفقيرة ما لبث المستكشفون أن حولوها إلى دولة ثرية. وبعدما رفض ملكها عرض كريستوف كولومبوس وسخر منه، أصبح يقبل أي عرض. وهكذا اتجه كثيرون من رجاله صوب الهند وأفريقيا الشرقية والجزيرة العربية. وسوف يكون أشهر هؤلاء فاسكو دي غاما، الدبلوماسي والعسكري، الذي غادر في 8 يوليو (تموز) 1497 في أسطول من ثلاث سفن. وفي 11 يناير (كانون الثاني)، وصل إلى موزامبيق، حيث اشتبك مع التجار العرب الذين سبقوه إلى هناك فدمر مرفأهم بوحشية شديدة واتجه نحو ماليندي، (كينيا اليوم)، حيث يُقال إنه التقى الملاح العربي الشهير أحمد بن ماجد. وسوف يأتي ذكره في حلقة خاصة.

عندما عاد دي غاما من رحلته إلى الهند عام 1499، كان كل برتغالي يحلم بالسفر شرقاً خلف الثروات، مع أن نصف الذين يسافرون كانوا لا يعودون. فردينان ماجيلان، ابن التاسعة عشرة، كان أحد هؤلاء. أبحر عام 1505 مع أكبر أسطول يبحر من لشبونة وخدم 8 سنوات في «الشرق» يشارك في المعارك والمجازر والغزوات التي وطدت الاستعمار البرتغالي في أفريقيا والجزيرة العربية والهند.

في 20 سبتمبر (أيلول) 1519، أبحر ماجيلان من جزر الكناري بأسطول من ثلاث سفن. وفي 13 ديسمبر (كانون الأول) رسا في ريو دو جانيرو. إنها، كما كتب مدوّن الرحلة بيثافاغا، الجنة الجديدة. في إمكانك أن تشتري 10 ببغاوات بثمن مرآة ومقابل إبرة تحصل «على سلة من البطاطا السكرية التي لها طعم الكستناء». والسكان «يدهنون أجسادهم برسوم مختلفة للنار».

بدأ التمرد في الأسطول فقتل ماجيلان قبطان إحدى السفن. وأمر مساعد ضابط آخر بقطع رأسه وإلا قتله. ثم تم تقطيع الجثتين وتعليق الأشلاء على أعمدة السفينة. وأكمل الفريق إبحاره في المحيط المجهول في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 1520. وأخافه هدوء البحر، فكتب: «ليته يظل هادئاً كما هو الآن. سوف أسمي هذا البحر المحيط الهادي».

من 277 غادروا إسبانيا عام 1519، لم يبق حيا سوى 69 بينهم مدوّن الرحلة بيثافاغا، الذي اكتشف في نهاية الرحلة أن علماء العرب كانوا على حق عندما قالوا قبل قرنين إن الإبحار عكس الشمس يعطي الإنسان يوماً إضافياً.