هل يمكن لأوباما أن يشن الهجوم؟

TT

لنرى إن كنت أستطيع أن أطرح وجهة نظري بشكل مباشر. لقد التقى باراك أوباما، وهو سيناتور وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ والمرشح عن الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة، مع قادة دول أجنبية خلال الأسبوع الماضي أثناء رحلته إلى الشرق الأوسط وأوربا في رحلة وصفت بأنها كانت رحلة متهورة.

وسوف أقول الأمر نفسه بالنسبة لأوباما. ولا شك أنه شخص ناجح في تحفيز أفراد الشعب الأميركي. ولم أر مثله في إلقاء الخطابات وحث أفراد الشعب على اختلاف أعراقهم وخلفياتهم الاجتماعية، للعمل معا. يا له من رجل جريء! لقد سمعه نحو 200 ألف شخص في برلين. إنه شيء لا ينسى!

وقد أخذ على الرجل أنه يزيد الأمل لدى الشعب الأميركي، وقد تعرض للنقد من قبل جاسي جاكسون ووضعت وطنيته موضع التساؤل عندما أراد أن ينهي حربا يرغب الشعب الأميركي في إنهائها.

ولا يكاد جون ماكين يستطيع أن يمنع نفسه من الضيق حنقا عندما يذكر اسم أوباما. وقد قام بعمل إعلان لإظهار أن أوباما هو السبب في ارتفاع أسعار الوقود. حتى ان الجمهوريين سخروا من ذلك الإعلان.

ومع ذلك فإن أوباما ما يزال يعامل ماكين باحترام بالغ. وفيما يتعلق بالشخصية، فإن أوباما يحقق تفوقا ملحوظا بالفعل.

وما يبقى غير معلوم حتى الآن، رغم انتهاء جولته الخارجية، هو ما إذا كان أوباما يستطيع اللعب جيدا في الداخل وأن يجمع نقاطا كافية للفوز بمنصب الرئاسة. ومع أن ماكين يبدو غير مؤهل للفوز، إلا أنه ما يزال يطمح إلى ذلك.

ولا يستطيع المرء أن يثق بأي من استطلاعات الرأي. وقد كنت في نيو هامبشاير عندما أفادت استطلاعات الرأي بأن أوباما سوف يفوز، لكنه خسر هناك. وكنت في كاليفورنيا يوم الثلاثاء الكبير عندما أفادت استطلاعات الرأي بأنه كان يكسب، ولكنه لم يكن يفعل ذلك.

ولذلك فإن هذه الانتخابات لا تسير بطريقة محسوبة. ومع كل الجدل الدائر حول الأحداث المختلفة، مثل زيادة القوات في العراق، إلا أن هناك أمورا ثلاثة تدور حولها، وهي الاقتصاد والاقتصاد والاقتصاد.

فالأميركيون يفقدون الوظائف ويفقدون رؤوس أموالهم المتمثلة في منازلهم ويفقدون مدفوعات التقاعد ويفقدون منزل العائلة نفسه. وهذه هي الأمور التي اهتم بها مؤيدو أوباما.

وقد أظهر استبيان أخير أن الأغلبية العظمى من الأميركيين يعتقدون أن العقد الاجتماعي للقرن العشرين ـ حيث تعمل الحكومة والشركات والمجتمع على توفير الحاجات الأساسية لمن يعملون بجد وتحقيق الحلم الأميركي ـ «يبدو أنه لا يتحقق».

وقد أفاد نحو 80 بالمائة ممن شملهم الاستبيان بأنهم يعانون من مشاكل مالية أكثر مما كانوا يعانون منه في الماضي.

وقد انتشر ذلك القلق وكان واضحا منذ نحو أسبوعين عندما أشار فيل غرام الذي كان يشغل منصب مستشار اقتصادي أول لجون ماكين إلى أننا نعاني من «تباطؤ ذهني» وأن الولايات المتحدة أصبحت «أمة من المنتحبين».

وقد استغل الديمقراطيون هذه الفرصة لتحقيق مكاسب سياسية حيث استخدموا تعليقات غراهام في التأكيد على ما حدث للطبقة العاملة من الشعب خلال فترة حكم الجمهوريين. لكننا سمعنا حديثا طويلا خلال الأسبوعين الماضيين عن هجوم ماكين على أوباما بشأن موضوع زيادة القوات. ولكن يبدو أن الهجوم الاقتصادي سوف يشن من حملة أوباما.

وقد كانت آنا برغر جزءا من جماعة من المستشارين في المشكلات الاقتصادية ممن قابلوا أوباما في واشنطن يوم الاثنين، تقول: «لديه سياسات جادة جدا لمعالجة المشكلات طويلة المدى وقصيرة المدى والتي أثرت بصورة كبيرة على حياة الشعب الأميركي والطبقة العاملة التي تحاول عيش حياة كريمة.

ويبقى على حملة أوباما أن تصوغ من هذه الأفكار منظومة اقتصادية جذابة لحملته، ما يوفر سلاحا مهما لهزيمة جون ماكين.

* خدمة «نيويورك تايمز»