ارحموا (ما) في الأرض!

TT

الأديب الانجليزي كونان دويل كتب قصة يحكي فيها أن رجلا يحلم كل ليلة نفس الحلم. أما الحلم فهو أن جريمة قتل ترتكب كل ليلة بنفس الطريقة. وحاول الرجل أن يعرف لماذا؟ واكتشف أن شيئا من متعلقات القتيل قد وجدها تحت السرير. انتهت القصة. أما المعنى الذي قصده المؤلف فهو أن هذه المتعلقات أو الأشياء التي بقيت بعد الجريمة تحكي حكايتها. كيف؟ لم يقل. وإنما جاء العلماء فقالوا إن كل شيء في الكون يتكلم. كل شيء في الكون له لغة... وإن هذه اللغة لها طرق مختلفة لبلوغ الناس. يعنى إيه؟ أن الكون كله يتكلم. أن الكون كله يكلم بعضه بعضا. وأنه ليس صحيحا أن الأحجار صماء والأشجار والنباتات. بل الكون كله يخاطب بعضه بعضا. انتهت الاستنتاجات. وبدأ رأي العلم والعلماء. فأثبت العلماء أن الحشرات تتحدث إلى النباتات وان النباتات ترد على الحشرات. كيف؟

قام العلماء الفرنسيون بدراسة ما يحدث عندما تدخل فراشة حديقة من الحدائق. سجل العلماء حركات ضوئية معناها أن شيئا حدث.. وأن هذا الشيء ليس ضارا. وهو دخول الفراشات فإذا دخل كلب أو إنسان إلى إحدى الحدائق تخاطبت الزهور بشكل آخر. فماذا يحدث لو أننا قطعنا زهرة بعنف؟ فان ذلك يؤدي إلى ما يشبه الدموع في هذه الشجرة أي أن الشجرة تنزف دمعا أو ألما.

أما صور الدموع فهي عبارة عن أشعة ضوئية تتغير ألوانها وكثافتها. وكذلك الزهور في البيت. إذا جلست سيدة إلى جوارها وبكت فان الزهور تبكي مثلها. وأحيانا تذبل وتموت. وإذا جلست سيدة وكانت سعيدة فان هذه الزهور تكون سعيدة أيضا وتنتعش أيضا. وكثير من السيدات يقلن كلاما مشابها. لكن الدلالة العلمية واحدة.

ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث من معانيها: ترفقوا بعماتكم النخل.. أو بخالاتكم النخل!

أي يجب أن نترفق بها عندما نهذبها أو نقطعها أو نجني ثمارها. فإنها تتوجع من قسوتنا عليها. فكان صلى الله عليه وسلم أسبق من العلم الحديث بخمسة عشر قرنا!